حاسِبِينَ) (الأنبياء : ٤٧) وإنما هو «كفى الله» و «كفانا» (١). وقال الزجاج (٢) : «دخلت لتضمّن «كفى» معنى اكتفي ؛ وهو حسن».
وفي المفعول ، نحو : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) (البقرة : ١٩٥) ؛ لأن الفعل يتعدّى بنفسه ؛ بدليل قوله : (وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ) (الحجر : ١٩) ، ونحو : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ) (مريم : ٢٥). (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى) (العلق : ١٤). (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) (الحج : ١٥) ، (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) (الحج : ٢٥). (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) (ص : ٣٣) ، أي يمسح السوق مسحا. ٣ / ٨٤
وقيل في الأول : ضمّن «تلقوا» معنى «تفضوا».
وقيل : المعنى لا تلقوا أنفسكم بسبب أيديكم ؛ كما يقال : لا تفسد أمرك برأيك.
وقيل في قوله تعالى : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) (المؤمنون : ٢٠) : إن الباء زائدة ؛ والمراد : «تنبت الدهن».
وفي المبتدإ ؛ وهو قليل ؛ ومنه عند سيبويه : (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (ن : ٦).
وقال أبو الحسن (٣) : (بِأَيِّكُمُ) متعلّق باستقرار محذوف مخبر عنه بالمفتون ؛ ثم اختلف فقيل : «المفتون» مصدر بمعنى الفتنة ، وقيل : الباء ظرفية ، أي في أيّكم الجنون».
وفي خبر المبتدإ ؛ نحو : (جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها) (يونس : ٢٧). وقال أبو الحسن : «الباء زائدة ، بدليل قوله في موضع آخر : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها)» (الشورى : ٤٠).
وفي خبر ليس ؛ كقوله تعالى : (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) (القيامة : ٤٠). (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) (الزمر : ٣٦).
__________________
(١) في المخطوطة «وكيلا».
(٢) هو إبراهيم بن السري تقدم ذكر ترجمته في ١ / ١٠٥ وقوله ورد في كتابه إعراب القرآن ٣ / ٨٥٥. وانظر المغني لابن هشام ١ / ١٠٦.
(٣) هو سعيد بن مسعدة المجاشعي ، أبو الحسن الأخفش تقدمت ترجمته في ١ / ١٣٤ وأما قوله فقد أورده ابن هشام في كتاب مغني اللبيب ١ / ١١٠ ـ ١١١ ، وعبارة المغني جاءت على الشكل التالي « ... فقيل المفتون مصدر بمعنى الفتنة ، وقيل الباء ظرفية ، أي في أيّ طائفة منكم المفتون».