كان المعنى مفهوما ، وتقديرهم هنا أو غيره ليروا صورة التركيب من حيث اللفظ مثالا ، لا من حيث المعنى ، ولهم تقديران : إعرابيّ ، وهو الذي خفي [على المعترض] (١) ، ومعنويّ وهو الذي ألزمه ، وهو غير لازم. ٣ / ١١٦
ومن المنكر في هذا أيضا قول ابن الطّراوة (٢) : إن (٣) الخبر في هذا «إلا الله» ، وكيف يكون المبتدأ نكرة والخبر معرفة! الثاني : اعتبر أبو الحسن (٤) في الحذف التدريج حيث أمكن ؛ ولهذا قال في قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) (البقرة : ٤٨) : إن أصل الكلام : «يوم لا تجزي فيه» فحذف حرف الجرّ ، فصار «تجزيه» ، ثم حذف [حرف] (٥) الضمير فصار «تجزي».
وهذا ملاطفة في الصناعة ، ومذهب سيبويه أنه حذف فيه دفعة واحدة.
وقال (٦) أبو الفتح في «المحتسب» (٧) : وقول أبي الحسن أوثق في النفس وآنس من أن يحذف الحرفان معا في وقت واحد.
الثالث : المشهور في قوله تعالى : (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ) (البقرة : ٦٠) ، أنه معطوف على جملة محذوفة ، التقدير : «فضرب فانفجرت» ، ودلّ «انفجرت» على المحذوف ، لأنه يعلم من الانفجار أنه قد ضرب.
وكذا : (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ) (الشعراء : ٦٣) ، إذ لا جائز أن يحصل الانفجار والانفلاق دون ضرب.
__________________
(١) العبارة ساقطة من المخطوطة وكتب مكانها (المعنى).
(٢) هو أبو الحسين سليمان بن عبد الله المالقي ، تقدم التعريف به في ٢ / ٣٢٦.
(٣) في المخطوطة (لأن).
(٤) انظر معاني القرآن ١ / ٨٨ ، باب إضافة الزمان إلى الفعل.
(٥) ساقطة من المطبوعة.
(٦) في المخطوطة (قال).
(٧) تقدم التعريف بالكتاب في ١ / ٤٨١. وانظر قوله في الخصائص ٢ / ٤٧٣ باب في ملاطفة الصيغة.