مذكور في هذه ، فحصل المقصود مع الإيجاز والفصاحة. ثم ترك أمر آخر لم يتعرّض له ؛ وهو الجواب الصحيح لهذين (١) الاستفهامين ، وأيّهما (٢) هو الأهدى؟ لم يذكره في الآية أصلا ، اعتمادا على أن العقل يقول : الذي يمشي على صراط مستقيم أهدى ممن يمشي مكبّا على وجهه.
٣ / ١٣٣ وهذا كقوله تعالى : (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ) (النحل : ١٧). وقوله : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر : ٩).
فائدة
(٣) قد يحذف من الأول لدلالة الثاني عليه ، وقد يعكس ، وقد يحتمل اللفظ الأمرين (٤).
فالأول كقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) (٥) (الأحزاب : ٥٦) في قراءة (٦) [من] (٥) رفع «ملائكته» ، [أي] (٥) إن الله يصلي ، فحذف من الأول لدلالة الثاني عليه ، وليس عطفا عليه.
والثاني كقوله [تعالى] (٧) : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ [وَيُثْبِتُ]) (٨) ، (الرعد : ٣٩) أي ما يشاء.
وقوله : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) (التوبة : ٣) ، أي بريء أيضا.
وقوله : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) (إبراهيم : ٤٨).
وقوله : ([وَاللاَّئِي] (٩) يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) (الطلاق : ٤) ، أي كذلك.
__________________
(١) في المخطوطة (كهذا من).
(٢) في المخطوطة (وإنما).
(٣) في المخطوطة (قاعدة).
(٤) في المخطوطة (للأمرين).
(٥) ليست في المخطوطة.
(٦) القراءة ذكرها ابن خالويه في «المختصر» : ١٢٠ وقال : هي قراءة عبد الوارث عن أبي عمرو.
(٧) ليست في المطبوعة.
(٨) ليست في المخطوطة.
(٩) ليست في المطبوعة.