مَآبٍ* جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ* هذا) (ص : ٥٥ ـ ٥٦ ـ ٥٧) قد أشارت الآية إلى مآل [أمر] (١) الطاغين ، ومنه يفهم الخبر.
وقوله : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) (الزمر : ٢٢) أي أهذا (٢) خير أمّن جعل صدره ضيقا حرجا وقسا قلبه ، فحذف بدليل قوله : (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ) (الزمر : ٢٢).
وقوله تعالى : (قالُوا لا ضَيْرَ) (الشعراء : ٥٠).
(وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) (سبأ : ٥١).
وقوله : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا) (المائدة : ٣٨) قال سيبويه (٣) : الخبر محذوف ، أي فيما أتلوه السارق والسارقة ، وجاء (فَاقْطَعُوا) جملة أخرى (٤). وكذا قوله : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) (النور : ٢) [أي] (٥) فيما نقصّ [لكم] (٦).
وقال غيره : السارق مبتدأ ، فاقطعوا (٧) خبره ؛ وجاز ذلك لأن الاسم عام ؛ فإنه لا يريد به سارقا مخصوصا ، فصار كأسماء الشرط ؛ تدخل الفاء في خبرها لعمومها ؛ وإنما قدّر سيبويه ذلك لجعل الخبر أمرا ؛ وإذا ثبت الإضمار فالفاء داخلة في موضعها ، تربط بين الجملتين. ٣ / ١٤٠
ومما يدلّ على أنه على الإضمار إجماع القراء على الرفع ؛ مع أن الأمر الاختيار فيه النصب.
قال : وقد قرأ ناس بالنصب (٨) ارتكانا (٩) للوجه القويّ في العربية ؛ ولكن أبت العامة إلا الرفع. وكذا قال في قوله تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) (الرعد : ٣٥) : مثل ،
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (هذا).
(٣) في الكتاب ١ / ١٤٢ ـ ١٤٤. وقد نقل قوله أبو حيان في البحر المحيط ٣ / ٤٧٦.
(٤) في المخطوطة (واحدة).
(٥) ساقطة من المطبوعة.
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) في المخطوطة (وفاقطعوا).
(٨) وهي قراءة عيسى بن عمرو بن أبي عبلة والسارق والسارقة بالنصب على الاشتغال (أبو حيان ، البحر المحيط ، ٣ / ٤٧٦).
(٩) في المخطوطة (ارتكابا).