وقيل : «ابن الله» خبر وحذف التنوين من «عزير» للعجمة والعلمية.
وقيل : حذف تنوينه لالتقاء الساكنين ؛ لأن الصفة مع الموصوف كشيء واحد ، كقراءة (١) : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ* اللهُ الصَّمَدُ) (الإخلاص : ١ ـ ٢) ، على إراد التنوين ؛ بل هنا أوضح ؛ لأنه في جملة واحدة.
وقيل : «ابن الله» نعت ولا محذوف ؛ وكأنّ الله تعالى حكى أنهم ذكروا هذا اللفظ إنكارا عليهم ؛ إلا أن فيه بعدا (٢) ، لأن سيبويه قال : إن قلت وضعته العرب لتحكي به ما كان كلاما لا قولا. وأيضا إنه لا يطابق قوله : (وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) (التوبة : ٣٠) والظاهر أنه خبر. والقولان منقولان.
والصحيح في هذه القراءة أنه ليس الغرض إلا أن اليهود قد بلغوا في رسوخ الاعتقاد في هذا الشيء إلى أن يذكرون هذا النكر (٣) ، كما تقول في قوم تغالوا في تعظيم صاحبهم : أراهم اعتقدوا فيه أمرا عظيما ثابتا ، يقولون : زيد الأمير!
ما يحتمل الأمرين
قوله تعالى : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) (يوسف : ١٨) يحتمل حذف الخبر ، أي أجمل ، أو حذف (٤) المبتدأ ، أي فأمري صبر جميل. وهذا أولى لوجود قرينة حالية ـ هي قيام الصبر به ـ ٣ / ١٤٣ دالة على المحذوف ، وعدم قرينة حالية أو مقالية تدلّ على خصوص الخبر ، وأنّ الكلام مسوق للإخبار بحصول الصبر له واتصافه به ، وحذف المبتدأ يحصّل (٥) ذلك دون حذف الخبر ؛ لأن معناه أن الصبر الجميل ؛ أجمل ممن (٦) لأن المتكلم متلبس به.
وكذلك يقوله من لم يكن وصفا له ؛ ولأن الصبر مصدر ، والمصادر معناها الإخبار ؛ فإذا حمل على حذف المبتدأ فقد أجري على أصل معناه ؛ من استعماله خبرا ، وإذا حمل على حذف الخبر فقد أحرج عن أصل معناه.
__________________
(١) في المخطوطة كقوله تعالى.
(٢) تصحفت المخطوطة إلى (نعتا).
(٣) في المخطوطة (الذكر).
(٤) في المخطوطة (وحذف).
(٥) في المخطوطة (يجعل).
(٦) كذا وردت العبارة في المخطوطة والمطبوعة ، وفيها غموض.