واحدة. وعن قتادة (١) : (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) (ص : ٢) ، مثل : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ* بَلْ عَجِبُوا) (ق : ١ ـ ٢).
وقال صاحب (٢) «النظم» [في] (٣) هذا القول : معنى (٤) «بل» توكيد الأمر (٥) بعده ؛ فصار مثل أنّ الشديدة تثبت ما بعدها ، وإن كان لها معنى [١٩٧ / أ] آخر في نفي خبر متقدم ؛ كأنه قال : إن الذين كفروا في عزة وشقاق.
وقال أبو القاسم الزجّاجي (٦) : إن النحويين قالوا : إن «بل» تقع في جواب القسم كما تقع «إنّ» لأن المراد بها توكيد الخبر ؛ وذلك في (ص وَالْقُرْآنِ ...) (ص : ١) الآية. و [في] (٧) (ق وَالْقُرْآنِ ...) (ق : ١) الآية ؛ وهذا من طريق الاعتبار ، ويصلح أن يكون بمعنى «إنّ» لأنه سائغ في كلامهم ؛ أو يكون (٨) «بل» جوابا للقسم ؛ لكن لما كانت متضمنة (٩) رفع خبر وإتيان خبر بعده كانت (١٠) أوكد من سائر التوكيدات ، فحسن وضعها موضع «إن».
وقيل : الجواب محذوف ، أي والقرآن المجيد ، ما الأمر كما يقول هؤلاء. أو الحق (١١) ما جاء به النبي صلىاللهعليهوسلم. ٣ / ١٩٤
وقال الفراء (١٢) في قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (الانشقاق : ١) جوابه محذوف ؛ أي فيومئذ يلاقي حسابه.
__________________
(١) أخرجه الطبري في التفسير ٢٣ / ٧٦. ذكر الاختلاف في الذي وقع عليه اسم القسم.
(٢) هو الحسن بن يحيى الجرجاني انظر ٢ / ٢٢٥.
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (بمعنى).
(٥) في المخطوطة (للأمر).
(٦) هو عبد الرحمن بن إسحاق أبو القاسم الزجاجي ، لزم الزجاج أبا إسحاق وقرأ عليه النحو ، وكانت طريقته في النحو متوسطة وتصانيفه يقصد بها الإفادة وقد صنف «الجمل» بمكة حماها الله ، وكان إذا فرغ من باب طاف به أسبوعا ودعا الله أن يغفر له وأن ينتفع به قارئه وله أيضا «الحلل في إصلاح الخلل» و «شرح مقدمة أدب الكاتب» ت ٣٤٠ ه (القفطي ، إنباه الرواة ٢ / ١٦٠).
(٧) ساقطة من المخطوطة.
(٨) في المخطوطة (تكون).
(٩) في المخطوطة (متضمنا).
(١٠) في المخطوطة (كان).
(١١) في المخطوطة (لحق).
(١٢) في معاني القرآن ٣ / ٢٤٩.