وقوله : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة : ٢٢٢) ؛ فإنّ التوبة سبب الطهارة.
وكذا : (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) (الجاثية : ٧) لأن (١) الإفك سبب الإثم.
وكذا : (٢) [(وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ]) (٢) كُلُ [٢٠٨ / أ](مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) (المطففين : ١٢).
وقوله : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً* لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً) (الفرقان : ٤٨ ـ ٤٩) قدم إحياء الأرض ؛ لأنّه سبب إحياء الأنعام [والأناسيّ] (٢) ، وقدّم إحياء الأنعام ؛ لأنّه مما يحيا به الناس ، بأكل لحومها وشرب ألبانها.
٣ / ٢٤٨ وكذا كل علة مع معلولها ، كقوله (٣) : (وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) (الأنفال : ٢٨) ، قيل : قدّم الأموال من باب تقديم السبب ؛ فإنه إنّما شرع النكاح عند قدرته على مئونته ، فهو سبب التزويج ، والتزويج سبب للتناسل ؛ ولأنّ المال سبب للتنعيم بالولد ، وفقده سبب لشقائه (٤).
وكذا تقديم البنات على البنين في قوله تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) (آل عمران : ١٤) (٥) [وأخّر ذكر الذهب والفضة] (٥) عن النساء والبنين لأنهما أقوى في الشهوة الجبلّيّة (٦) من المال ، فإن الطبع يحث [على] (٧) بذل المال ، فيحصل (٨) النكاح ، والنساء أقعد من الأولاد في الشهوة الجبليّة (٩) ، (١٠) [والبنون أقعد من الأموال ، والذهب أقعد من الفضة ، والفضة أقعد (١٠) من الأنعام ؛ إذ هي وسيلة إلى تحصيل النّعم ، فلما صدّرت الآية بذكر الحب ، وكان المحبوب مختلف المراتب ، اقتضت حكمة الترتيب أن يقدّم ما هو الأهمّ فالأهمّ ، في رتبة المحبوبات.
__________________
(١) في المخطوطة (فإن).
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (وقوله).
(٤) في المخطوطة (للمقام).
(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٦) في المخطوطة (الجليلة). تصحيف.
(٧) ساقط من المخطوطة.
(٨) في المخطوطة (لتحصيل).
(٩) في المخطوطة (والجبلّة).
(١٠) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.