يكون من التقديم بالشرف (١) : لأن الأجر في المشي مضاعف.
وأما قوله تعالى : (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً) (البقرة : ٢٣٩) مع أنّ الراكب متمكن من الصلاة أكثر من الماشي ، فجبرا (٢) له في باب الرخصة.
٣ / ٢٥٠ ومنه قوله تعالى : (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (٣) (الحج : ٢٦) ، فقدّم الطائفين لقربهم من البيت ؛ ثم ثنّى [٢٠٨ / ب] بالقائمين وهم العاكفون ؛ لأنهم يخصّون موضعا بالعكوف والطواف بخلافه فكان أعمّ منه ، والأعمّ قبل الأخصّ [بالمرتبة] (٤) ، ثم ثلث بالرّكوع ، لأنّ الركوع لا يلزم أن يكون في البيت ولا عنده.
ثم في هذه الآية [ثلاثة] (٥) أسئلة :
الأول : كيف جمع الطائفين والقائمين جمع سلامة ، والرّكع جمع تكسير؟ والجواب أنّ جمع السلامة أقرب إلى لفظ الفعل ، فطائفون بمنزلة يطوفون ، ففي لفظه إشعار بصلة (٦) التطهير ، وهو حدوث الطواف وتجدّده ، ولو قال : بالطواف لم يفد (٧) ذلك ، لأن لفظ المصدر يخفي ذلك ؛ وكذا القول في القائمين ، وأمّا الراكعون فلما سبق أنه لا يلزم كونه في البيت ولا عنده ؛ فلهذا لم يجمع جمع سلامة (٨) ؛ إذ لا يحتاج فيه إلى بيان الفعل الباعث على التطهير ، كما احتيج فيما قبله.
الثاني : كيف وصف الركّع بالسجود ، ولم يعطف بالواو؟
والجواب ، لأن الركّع هم السّجود ، والشيء لا يعطف على نفسه ؛ لأن السجود يكون عبارة عن المصدر ، وهو هنا عبارة عن الجمع ، فلو عطف بالواو لأوهم إرادة المصدر دون اسم
__________________
(١) في المخطوطة (من الشرف).
(٢) اضطربت العبارة في المخطوطة إلى (جوابه في باب الرخصة) أو (جيء به في).
(٣) الآية في المطبوعة (أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ ...) (البقرة : ١٢٥).
(٤) ساقطة من المطبوعة.
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) في المخطوطة (بقلة).
(٧) في المخطوطة (يقبل).
(٨) في المخطوطة (السلامة).