تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) (العنكبوت : ١٦ ـ ١٧) ، إلى قوله : (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) (العنكبوت : ٢٤).
وقوله : (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) (١) وَيَأْتِ بِخَلْقٍ [٢٢١ / ب](جَدِيدٍ* وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ* وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً) (إبراهيم : ١٩ ـ ٢٠ ـ ٢١).
وقوله : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها) (الأعراف : ١٧٥) إلى قوله :
(فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ) (الأعراف : ١٧٦).
وقوله : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ* فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ [فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ] (٢) ... الآية) (المائدة : ٣٨ ـ ٣٩).
وجعل بعضهم منه قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ [إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا]) (٣) (المائدة : ٦) ، وهو عجيب لأن «الذين» موصول لفظه [للغيبة] (٣) ولا بدّ له من عائد وهو الضمير في «آمنوا» ، فكيف يعود ضمير مخاطب على غائب! فهذا مما لا يعقل.
وقوله : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ) (الفاتحة : ٤ ـ ٥) ؛ فقد التفت عن الغيبة وهو (مالِكِ) (الفاتحة : ٤) إلى الخطاب وهو : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) (الفاتحة : ٥).
ولك أن تقول : إن كان التقدير : قولوا الحمد لله ، ففيه التفاتان ـ أعني في الكلام المأمور به :
أحدهما : في لفظ الجلالة ، فإن الله تعالى حاضر ، فأصله الحمد لك.
والثاني : (إِيَّاكَ) (الفاتحة : ٥) لمجيئه على خلاف الأسلوب السابق وإن لم يقدّر : «قولوا» كان في «الحمد لله» التفات عن التكلم إلى الغيبة ؛ فإنّ الله سبحانه حمد نفسه ، ولا يكون في (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) (الفاتحة : ٥) التفات ؛ لأن «قولوا» مقدرة معها قطعا ؛ فإمّا أن يكون في الآية التفاتين (٤) ، أو لا التفات بالكلية.
__________________
(١) في المخطوطة زيادة في الآية (إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت ...).
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) في المطبوعة (فإما أن يكون في الآية التفات).