فيا لك (١) يوما خيره قبل شرّه |
|
تغيّب واشيه وأقصر عاذله |
قال الأصمعيّ : أنشدته (٢) كذلك لخلف الأحمر (٣) ، فقال : أصلحه :
فيا لك [٢٣٥ / ب] يوما (٤) خيره دون شرّه
فإنه لا خير لخير (٥) بعده شر ، وما زال العلماء يصلحون أشعار العرب ، قال الأصمعيّ : فقلت : والله لا أرويه أبدا إلا كما أوصيتني (٦).
نقل ابن رشيق هذه الحكاية في «العمدة» وصوّبها (٧)!.
__________________
(١) في الديوان (وذلك يوم).
(٢) تصحفت في المخطوطة إلى (أشبه).
(٣) هو خلف الأحمر بن حيان بن محرز ، أحد رواة الغريب واللغة والشعر ونقّاده والعلماء به ، وهو أحد الشعراء المحسنين. وكان يبلغ من حذقه واقتداره على الشعر أن يشبه شعره بشعر القدماء ، ووصفه العلماء بعلم الشعر. وكان قد تعبّد في آخر عمره. وكان أبو نواس تلميذا له ، ويفتخر به. من مصنفاته «جبال العرب» توفي في حدود (١٨٠). (القفطي ، إنباه الرواة ، ١ / ٣٨٣).
(٤) تصحفت في المخطوطة إلى (ذلك يوم).
(٥) تصحفت العبارة في المخطوطة إلى (فإنه لا خير دون خير بعده شر).
(٦) الخبر ذكره المرزباني في «المرشح» ص ١٢٥.
(٧) هو الحسن بن رشيق القيرواني ، الفاضل الأديب ، الجليل القدر. ولد سنة (٣٧٠). قرأ الأدب بالمحمّديّة ، وقال الشعر قبل أن يبلغ الحلم ، رحل إلى القيروان وعمره ست عشرة سنة وامتدح بها. وله من التصانيف «العمدة في محاسن الشعر وآدابه» ، اشتمل من هذا النوع على ما لم يشتمل عليه تصنيف من نوعه. وله كتاب «الشذوذ» وغيرها. توفي سنة (٤٥٠). (القفطي ، إنباه الرواة ١ / ٣٣٣). وكتابه «العمدة في محاسن الشعر وآدابه» طبع في تونس سنة ١٢٨٣ ه / ١٨٦٥ م ، وطبع في القاهرة بمطبعة السعادة بتصحيح محمد بدر النعساني سنة ١٣٢٦ ه / ١٩٠٧ م ، وطبع بالقاهرة بعناية أمين هندية مطبعة السعادة سنة ١٣٤٤ ه / ١٩٢٥ م ، وطبع بتحقيق محيي الدين عبد الحميد الطبعة الأولى بالمطبعة التجارية سنة ١٣٥٣ ه / ١٩٣٤ م ، والثانية سنة ١٣٧٤ ه / ١٩٥٥ م ، والثالثة في المكتبة التجارية سنة ١٣٨٢ ه / ١٩٦٣ م ، والطبعة الرابعة في بيروت دار الجيل سنة ١٣٩٣ ه / ١٩٧٤ ، وطبع في بيروت بتحقيق مفيد قميحة دار الكتب العلمية سنة ١٤٠٣ ه ١٩٨٣ م ، ثم طبع أخيرا في بيروت بتحقيق محمد قرقزان دار المعرفة سنة ١٤٠٨ ه / ١٩٨٨ م ، وقد ساق ابن رشيق قصة الأصمعي مع خلف في «العمدة» ٢ / ٩٨٥ ـ ٩٨٦ باب في أغاليط الشعراء والرواة (٩١) ، وهذا نصها : (قال الأصمعي : قرأت على أبي محرز خلف بن حيان الأحمر شعر جرير ، فلما بلغت إلى قوله :
وليل كإبهام الحبارى محبّب |
|
إليّ هواه غالب لي باطله |