وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ) ، (محمد : ٢) والقصد تفضيل النبي صلىاللهعليهوسلم ، وما نزّل عليه ؛ إذ لا يتم الإيمان إلا به.
وقوله : (وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ) (يس : ٧٣).
وقوله : (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) (البقرة : ٩٦) ، ففائدة قوله : (وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) مع دخولهم في عموم الناس ، أنّ حرصهم على الحياة أشدّ ، لأنهم كانوا لا يؤمنون بالبعث.
وقوله : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة : ٣) ، فهذا عام ، (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) (البقرة : ٤) ، وإن كان الإيمان بالغيب يشملها ، ولكن خصها لإنكار المشركين لها في قولهم (ما هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا) (الجاثية : ٢٤) ، فكان في تخصيصهم بذلك مدح لهم.
وقوله : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق : ١) ، فعمّ بقوله : (خَلَقَ) جميع مخلوقاته ، ثم خصّ فقال : (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) (العلق : ٢).
وقوله تعالى : (إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ) (الأنعام : ١٤٥) ، فإنه عطف «اللحم» على «الميتة» مع دخوله في عموم الميتة ، لأن الميتة كلّ ما ليس له ذكاة شرعية ، والقصد به التنبيه على شدة التحريم فيه.
(تنبيه)
ظاهر كلام الكثيرين تخصيص هذا العطف بالواو ، وقد سبق عن ابن مالك وآخرين مجيئه في «أو» في قوله [تعالى] : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ) (النساء : ١١٠) (١) [مع أن ظلم النفس من عمل السوء ؛ فقيل هو بمعنى الواو ، والمعنى يظلم نفسه] (١) بذلك السوء حيث دسّاها بالمعصية. ٢ / ٤٧١
وقوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَ) (الأنعام : ٩٣) ؛ فإن الوحي مخصوص بمزيد قبح من بين أنواع الافتراء ، خصّ بالذكر تنبيها على مزيد العقاب فيه والإثم.
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.