شكل المربع تارة ، وشكل المسدس أخرى ، وعلى شكل المثلث ، إلى غير ذلك من التشكيلات ٣ / ٤٥٩ العجيبة ، والترتيبات البديعة ، ثم (١) أورد أمثلة من ذلك.
مثال [مقابلة النظيرين] (٢) ، مقابلة السّنة والنوم في قوله تعالى : (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) (البقرة : ٢٥٥) ؛ لأنهما جميعا من باب الرقاد المقابل باليقظة.
وقوله : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) (الكهف : ١٨) ، وهذه هي مقابلة النقيضين أيضا ، ثم السّنة والنوم بانفرادهما متقابلان في باب النظيرين ومجموعهما يقابلان النقيض الذي هو اليقظة.
ومثال مقابلة الخلافين ، مقابلة الشرّ بالرشد في قوله تعالى : (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) (الجن : ١٠) ، فقابل الشرّ بالرشد ؛ وهما خلافيان ، وضد الرشد الغيّ ، وضد الشر الخير ، والخير الذي يخرجه لفظ الشر ضمنا نظير الرشد قطعا ، والغي الذي يخرجه لفظ الرشد ضمنا نظير الشر قطعا [فقد] (٣) حصل من هذا الشكل أربعة ألفاظ : نطقان وضمنان ؛ فكان بهما رباعيّان.
وهذا الشكل الرباعي يقع في تفسيره على وجوه ، فقد يرد وبعضه مفسّر ، مثل ما ذكرناه ، وقد يرد وكله مفسّر ، كقوله تعالى : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى* وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) (القيامة : ٣١ ـ ٣٢) فقابل «صدّق» ب «كذّب» «وصلّى» الذي هو أقبل ب «تولّى».
قوله (٤) : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً* إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً) (الواقعة : ٢٥ ـ ٢٦) ، اللغو في الحيثية المنكرة والتأثيم في الحيثية الناكرة ، واللّغو منشأ المنكر ومبدأ درجاته ، والتأثيم منشأ التكبّر ومبدأ درجاته ، فلا نكير إلا بعد منكر ، ولا اعتقاد (٥) إنكار إلا (٦) بعد اعتقاد تأثيم ، ومنشأ اللغو (٧) في أول طرف (٨) المكروهات وآخره في طرف المحظورات ومبدأ التأثيم.
__________________
(١) في المخطوطة (إن).
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) ساقطة من المطبوعة.
(٤) في المخطوطة (وكقوله).
(٥) تكررت هذه العبارة في المخطوطة.
(٦) عبارة المخطوطة (فكان لأبعد).
(٧) في المخطوطة (اللغوي).
(٨) في المخطوطة (طرق).