(يونس : ٢٢) ، وفيه وجه من التعجب ؛ كأنّ المخاطب إذا استعظم الأمر رجع إلى الغيبة ليعم الإخبار به جميع الناس ، وهذا موجود في الآيتين.
والثاني : أن يكون على حذف مضاف ؛ كأنه قيل : «الكتاب المنير» يعني القرآن ، فيكون مثل قوله : (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (الصف : ٦).
وهذا وجه حسن.
تنبيهات (١)
الأول : أنكر المبرّد هذا النوع ، ومنع (٢) عطف الشيء على مثله ؛ إذ لا فائدة فيه ، وأوّل ما سبق باختلاف المعنيين ؛ ولعله ممن ينكر أصل الترادف في اللغة كالعسكري (٣) وغيره.
الثاني : ما ذكرناه من تخصيص هذا النوع بالواو هو المشهور ، وقال ابن مالك : وقد أنيبت «أو» عنها ، كما في قوله تعالى : (نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) (النساء : ١٢٨) ، (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً) (النساء : ١١٢).
قال شيخنا : «وفيه نظر ؛ لإمكان أن يراد بالخطيئة ما وقع خطأ ، وبالإثم ما وقع عمدا.
قلت : ويدلّ له قوله [تعالى] (٤) قبل ذلك : (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ) (النساء : ١١١).
وجعل (٥) منه بعضهم قوله صلىاللهعليهوسلم : «اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ،
__________________
(١) في المخطوطة (تنبيهان).
(٢) في المخطوطة (مع).
(٣) هو الحسن بن عبد الله بن سهل أبو هلال العسكري الفاضل الكامل صاحب التصانيف الأدبية صحب خاله أبا أحمد ـ ويعرف بالعسكري أيضا ـ وأخذ عنه فأكثر ، وأخذ عن غيره وكان تاجرا كانت له نفس طاهرة ذكية ، وتصانيفه في غاية الجودة فمن تصانيفه «الصناعتين» في النظم والنشر و «الفروق» و «النظائر» وغيرها عاش إلى بعد سنة ٤٠٠ ه (القفطي ، إنباه الرواة ٤ / ١٨٩) وانظر قوله في كتابه الفروق اللغوية ص ١٢ ، في الباب الأول في الإبانة عن كون اختلاف العبارات موجبا لاختلاف المعاني في كل لغة.
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) تصحفت في المخطوطة إلى (فإن قيل).