وقال ابن السيّد (١) : «إن كان في جملتين حسن الإظهار والإضمار ؛ لأن كلّ جملة تقوم بنفسها ، كقولك : «جاء زيد ، وزيد رجل فاضل» (٢) [وإن شئت قلت : «وهو رجل فاضل»] (٢).
وقوله : (مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ) [١٥٦ / أ](رِسالَتَهُ) (الأنعام : ١٢٤). وإن كان في جملة واحدة قبح الإظهار ؛ ولم يكد يوجد إلا في الشعر (٣) ؛ كقوله :
لا أرى الموت يسبق الموت شيء |
|
نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا (٤) |
قال : وإذا اقترن بالاسم الثاني حرف الاستفهام بمعنى التعظيم والتعجب كان المناسب الإظهار ؛ كقوله [تعالى] (٥) : (الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ) (الحاقة : ١ ـ ٢) و (الْقارِعَةُ* مَا الْقارِعَةُ) (القارعة : ١ ، ٢) ، والإضمار جائز كقوله تعالى : (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ* وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ) (القارعة : ٩ ، ١٠).
واعلم أن الأصل في الأسماء أن تكون ظاهرة ، وأصل المحدّث عنه كذلك. والأصل أنه إذا ذكر ثانيا أن يذكر مضمرا للاستغناء عنه بالظاهر السابق ، كما أن الأصل في الأسماء الإعراب ، وفي الأفعال البناء ، وإذا جرى (٦) المضارع مجرى الاسم أعرب ، كقوله [تعالى] (٧) : (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (العنكبوت : ١٧).
وقوله [تعالى] (٧) : (فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (الشورى : ٤٠). ٢ / ٤٨٥
وقوله [تعالى] (٨) : (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) (النصر : ٣).
__________________
(١) هو عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي تقدم التعريف به في ١ / ٣٤٣.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٣) بعد هذا الموضع زيادة في المخطوطة كما يلي (كقولك جاء زيد) ولا محل لها هنا.
(٤) البيت من شواهد سيبويه في الكتاب ١ / ٦٢ ، ونسبه لسواد بن عدي ، باب ما أجري مجرى ليس في بعض المواضع بلغة أهل الحجاز ...
(٥) ليست في المخطوطة.
(٦) في المخطوطة (أجرى).
(٧) ليست في المخطوطة.
(٨) ليست في المخطوطة.