الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (الإسراء : ١١٠). وأما قوله : (قالُوا]) (١) وَمَا الرَّحْمنُ (الفرقان : ٦٠) ، فقال (٢) ابن العربيّ : إنما جهلوا الصفة دون الموصوف ، ولذلك لم يقولوا : «ومن الرحمن».
[وذكر] (٣) البرزاباذاني (٤) أنهم غلطوا في تفسير «الرحمن» حيث جعلوه بمعنى المتصف بالرحمة.
قال : وإنما معناه الملك العظيم العادل (٥) ، بدليل : (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ) (الفرقان : ٢٦) إذ الملك يستدعي العظمة والقدرة والرحمة لخلقه ؛ لا أنه يتوقّف عليها.
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ) (الفرقان : ٦٠) وإنما يصلح السجود لمن له العظمة والقدرة ؛ و (إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ) (مريم : ١٨) ولا يعاذ إلا بالعظيم القادر على الحفظ والذبّ.
٢ / ٥٠٤ (وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) (مريم : ٩٢) ، أي وما ينبغي للعظيم القادر على كل شيء المستغني عن معاونة الولد وغيره أن يتخذ ولدا.
(الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً) (النبأ : ٣٧).
(وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ) (طه : ١٠٨).
(قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ) (الأنبياء : ٤٢) ولا يحتاج الناس إلى حافظ يحفظهم من ذي الرحمة الواسعة.
(إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) (مريم : ٩٣).
__________________
(١) ليست في المطبوعة.
(٢) في المخطوطة (قال).
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) البرزاباذاني ـ بضم الباء وفتحها وسكون الراء وفتح الزاي ـ في لسان الميزان ٤ / ٤٣٧. هو الفضل بن أحمد اللؤلؤي روى عن أبي حاتم الرازي ولعله واضع حديث الأعرابي على إسماعيل بن عمرو البجلي ، وفي الأنساب للسمعاني ٢ / ١٤٦ هو الفضل بن أحمد أبو العباس القرشي البرزاباذاني وهي قرية من قرى أصبهان قال ابن مردويه ضعيف جدا ، وفي أخبار أصبهان لأبي نعيم ٢ / ١٥٤ ، الفضل بن أحمد المديني أبو العباس من قرية برزفاذان يروي عن إسماعيل بن عمرو البجلي خلّط في آخر عمره فترك حديثه.
(٥) في المخطوطة (القادر).