وعن الخطابي (١) استشكال هذا ، وقال : لعله أرفق ، كما جاء في الحديث «إن الله رفيق يحبّ الرّفق في الأمر كله» (٢).
وقال ابن الأنباري (٣) في «الزاهر» : الرحيم أبلغ من الرحمن.
ورجّحه ابن عسكر (٤) بوجوه : منها أن الرحمن جاء متقدما على الرحيم ؛ ولو كان أبلغ [منه] (٥) لكان متأخرا عنه ، لأنهم في كلامهم إنما يخرجون من الأدنى إلى الأعلى ؛ فيقولون : فقيه عالم ، وشجاع باسل ، وجواد فياض ، ولا يعكسون هذا لفساد المعنى ؛ لأنه لو تقدم الأبلغ لكان الثاني داخلا تحته ، فلم (٦) يكن لذكره [١٥٩ / ب] معنى.
[وهذا] (٧) قد ذكره الزمخشريّ (٨) وأجاب عنه بأنه من باب الإرداف ، وأنه أردف الرحمن الذي يتناول جلائل النعم وأصولها بالرحيم ، ليكون كالتتمة والرديف ، ليتناول ما رق منها ولطف.
٢ / ٥٠٦ وفيه ضعف لا سيّما إذا قلنا : إن الرحمن علم لا صفة ، وهو قول الأعلم (٩) وابن مالك. وأجاب الواحديّ (١٠) في «البسيط» بأنه لما كان الرحمن كالعلم ـ إذ لا يوصف [به] (١١) إلا الله ـ
__________________
(١) هو حمد بن محمد أبو سليمان الخطابي تقدم التعريف به في ١ / ٣٤٣.
(٢) قطعة من حديث عن عائشة رضياللهعنها ، أخرجه البخاري في الصحيح ١٢ / ٢٨٠ ، كتاب استتابة المرتدين ... (٨٨) ، باب إذا عرض الذمي أو غيره بسب النبي صلىاللهعليهوسلم ولم يصرح ... (٤) ، الحديث (٦٩٢٧). وأخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ٢٠٠٣ ، كتاب البر والصلة والآداب (٤٥) ، باب فضل الرفق (٢٣) ، الحديث (٧٧ / ٢٥٩٣).
(٣) هو أبو بكر محمد بن القاسم ، ابن الأنباري تقدم التعريف به في ١ / ٢٩٩ ، وكتابه «الزاهر في معاني كلمات الناس» طبع بتحقيق حاتم الضامن في بغداد ـ وزارة الثقافة والإعلام ـ عام ١٤٠٠ ه / ١٩٧٩ م ، وعنه صورة في بيروت بمؤسسة الرسالة عام ١٤٠٥ ه / ١٩٨٤ م. (ذخائر التراث العربي ١ / ٤٧).
(٤) تصحفت في المطبوعة إلى (ابن عساكر).
(٥) ساقطة من المطبوعة.
(٦) في المخطوطة (لكن لم) بدل (فلم).
(٧) ساقطة من المخطوطة.
(٨) الكشاف ١ / ٧.
(٩) هو يوسف بن سليمان بن عيسى النحوي الشنتمري تقدم التعريف به في ٢ / ٤٥٣.
(١٠) هو علي بن أحمد تقدم التعريف به وبكتابه في ١ / ١٠٥.
(١١) ساقطة من المخطوطة.