لا يريد أنّه يحل التلاع قليلا ، لأن ذلك يدفعه قوله : «يسترفد القوم أرفد» ، هذا يدل على نفي الحال في كلّ حال ، لأن (١) تمام المدح لا يحصل بإيراد (٢) الكثرة.
الخامس : أن أقل القليل لو ورد منه سبحانه ـ وقد جلّ عنه ـ لكان كثيرا ، لاستغنائه عنه كما يقال : «زلة العالم كبيرة».
ذكره الحريري (٣) في «الدرّة» ، قال : وإليه أشار المخزوميّ في قوله :
كفوفة الظّفر تخفى من حقارتها |
|
ومثلها في سواد العين مشهور |
(٤) [فوقة الظفر شين في ظفر الأحداث] (٤).
السادس : أن نفي المجموع يصدق بنفي واحد ، ويصدق بنفي كل واحد ، ويعيّن الثاني ٢ / ٥١٣ في الآية للدليل الخارجيّ ، وهو قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) (النساء : ٤٠).
السابع : أنه أراد : «ليس بظالم ، ليس بظالم ، [ليس بظالم] (٥)» فجعل في مقابلة ذلك (وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ) (فصلت : ٤٦).
الثامن : أنه جواب لمن قال : ظلاّم ، والتكرار إذا ورد جوابا لكلام خاص لم يكن له مفهوم كما إذا خرج مخرج الغالب.
التاسع : أنه قال : «بظلاّم» ، لأنه قد يظن أن من يعذّب غيره عذابا شديدا ظلاّم قبل الفحص عن جرم الذنب.
__________________
(١) في المخطوطة (وإن).
(٢) في المخطوطة (بإرادة).
(٣) هو القاسم بن علي الحريري تقدم التعريف به في ١ / ١٦٤ ، وكتابه «درة الغواص في أوهام الخواص» طبع بتحقيق دي ساسي باريس عام ١٢٤٤ ه / ١٨٢٨ م وطبع في القاهرة طبعة حجر عام ١٢٧٣ ه / ١٨٥٦ م ، وطبع في القسطنطينية بمطبعة الجوائب عام ١٢٩٦ ه / ١٨٧٨ م ، وطبع بتحقيق نوربك في ليبسك عام ١٣٨٩ ه / ١٩٦٨ م ، وأعادت طبعه بالأوفست مكتبة المثنى في بغداد عام ١٣٨٩ ه / ١٩٦٨ م ، وطبع بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم القاهرة بمطبعة نهضة مصر عام ١٣٩٦ ه / ١٩٧٥ م (ذخائر التراث العربي : ١ / ٤٧٠) وانظر درة الغواص ص : ٥٤.
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٥) ساقطة من المخطوطة.