فإن قلت : «اتقوا» الثانية معطوفة على «ولتنظر».
أجيب بأنهم قد اتفقوا على أنّ : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة : ٨٣) ، معطوف على (لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ) (البقرة : ٨٣) ، لا على قوله : (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (البقرة : ٨٣) ؛ وهو نظير ما نحن فيه. ٣ / ١٣
وقوله تعالى : (يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) (آل عمران : ٤٢) ، وقوله : (فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ) (البقرة : ١٩٨) ويحتمل أن يكون «اصطفاءين» و «ذكرين» ، وهو الأقرب في الذكر ، لأنّه محل طلب فيه تكرار الذكر.
وكقوله تعالى حكاية عن موسى : (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً* وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً) (طه : ٣٣ ـ ٣٤). [ولم يقل «نسبّحك ونذكرك كثيرا»] (١) وقوله : (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) (الرعد : ٥) ، كرر «أولئك».
وكذلك قوله : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة : ٥).
وكذا قوله : (فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي [هُوَ عَدُوٌّ لَهُما]) (٢) ... (القصص : ١٩) إلى قوله : (مِنَ الْمُصْلِحِينَ) (القصص : ١٩) ، كررت «أن» في أربع مواضع تأكيدا.
وقوله : (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ* وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) (الزمر : ١١ ـ ١٢).
الثاني : زيادة التنبيه على ما ينفي التهمة ، ليكمل تلقّي الكلام بالقبول ، ومنه قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ* يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ [وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ]) (٣) ، (غافر : ٣٨ ـ ٣٩) ، فإنه كرر فيه النداء لذلك. ٣ / ١٤
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.