والمضارع الذي باشرته نون التوكيد ، نحو : (لَيُنْبَذَنَ) و (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً) [يوسف ، ٣٢] بخلاف نحو : (لَتُبْلَوُنَ وَلا يَصُدُّنَّكَ) وما ركّب من الأعداد والظّروف والأحوال والأعلام ، نحو : «أحد عشر» ونحو : هو يأتينا صباح مساء ، * وبعض القوم يسقط بين بين* ونحو : هو جاري بيت بيت : أي ملاصقا ، ونحو : «بعلبكّ» في لغيّة ، والزّمن المبهم المضاف لجملة ، وإعرابه مرجوح قبل الفعل المبنيّ نحو* على حين عاتبت المشيب على الصّبا* على حين يستصبين كلّ حليم* وراجح قبل غيره ، نحو : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) و* على حين التّواصل غير داني* والمبهم المضاف لمبنيّ نحو : (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) ويجوز إعرابه.
وأقول : الباب الثالث من المبنيات : ما لزم البناء على الفتح ، وهو سبعة أنواع :
النوع الأول : الماضي المجرد مما تقدم ذكره (١) ، وهو الضمير المرفوع المتحرك ، نحو : «ضرب» و «دحرج» و «استخرج» و «ضربا» و «ضربك» و «ضربه».
وأما نحو : «رمى» و «عفا» فأصله رمى وعفو ، فلما تحركت الياء والواو وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفين ؛ فسكون آخرهما عارض ، والفتحة مقدرة في الألف ، ولهذا إذا قدر سكون الآخر رجعت الياء والواو فقيل : رميت ، وعفوت ، كما سيأتي.
__________________
(١) شمل ذلك صنفين : الأول الماضي المجرد من ضمير الرفع المتحرك ومن غيره ثلاثيّا كان نحو ضرب أو رباعيّا نحو دحرج أو مزيدا فيه نحو استخرج ، والثاني المجرد من ضمير الرفع المتحرك مع اقترانه إما بضمير الرفع الساكن كألف الاثنين نحو «ضربا» وإما بضمير النصب ككاف المخاطب في نحو ضربك وهاء الغائب في نحو ضربه.
فإن قلت : فإن ضمير النصب متحرك والماضي الثلاثي متحرك الحروف كلها ، فلماذا جاز في هذا النوع توالي أربع متحركات ولم يجز في نحو «ضربت» عند اتصال الماضي بضمير الرفع المتحرك؟
فالجواب عن هذا أنهم لا يستثقلون توالي أربع متحركات إلا في الكلمة الواحدة أو فيما هو كالكلمة الواحدة ، والفعل مع الفاعل كالكلمة الواحدة لأن أحدهما لا يستغني عن الآخر أصلا ، أما الفعل مع المفعول فليسا كالكلمة الواحدة لصحة استغناء الفعل عن المفعول ، فلهذا فروا من توالي أربع متحركات في الفعل مع الفاعل ، ولم يفروا من هذا التوالي في الفعل مع المفعول به ، فاعرف ذلك (وانظر ص ١٠٢ الماضية).