وقول الآخر :
٤٨ ـ ونحن قتلنا الأسد أسد خفيّة |
|
فما شربوا بعدا على لذّة خمرا |
______________________________________________________
الإعراب : «ساغ» فعل ماض ، «لي» جار ومجرور متعلق بساغ ، «الشراب» فاعل ساغ ، «وكنت» الواو واو الحال ، وكان : فعل ماض ناقص ، وتاء المتكلم اسمه ، «قبلا» ظرف زمان متعلق بكان ، «أكاد» فعل مضارع ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، «أغص» فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، وجملة الفعل وفاعله في محل نصب خبر كاد ، والجملة من كاد واسمه وخبره في محل نصب خبر كان ، وجملة كان واسمه وخبره في محل نصب حال ، «بالماء» جار ومجرور متعلق بقوله أغص ، «الفرات» أو «الحميم» نعت للماء ، ونعت المجرور مجرور.
الشّاهد فيه : قوله «قبلا» فإن الرواية في هذه الكلمة قد جاءت بالنصب مع التنوين وذلك لأن الشاعر قطع هذه الكلمة عن الإضافة في اللفظ ولم ينو المضاف إليه لا لفظه ولا معناه ، ولو أنه نوى المضاف إليه لما نونه ؛ لأن المنويّ كالثابت.
٤٨ ـ هذا بيت من الطويل ، وقد نسبوا هذا البيت لبعض بني عقيل ، ولم يعينوه ، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٢٤٦) وأنشده الأشموني في باب الإضافة (رقم ٦٤٤) ، وصواب الرواية :
* ونحن قتلنا الأسد أسد شنوءة*
اللّغة : «خفية» بفتح الخاء وكسر الفاء وتشديد الياء ـ أجمة في سواد الكوفة تنسب إليها الأسود ، وأراد في البيت الشاهد تشبيه أعدائه الذين قتلهم بالأسود ، ليزعم نفسه أنه من أعاظم الفرسان وصناديد الشجعان ، كذا قيل لتصحيح هذه الرواية ، غير أن الصواب في الرواية «أسد شنوءة» بفتح الهمزة من أسد شنوءة : وهو حي من اليمن.
المعنى : لقد أنزلنا بهؤلاء القوم من القتل والفتك ما جعلهم يهجرون اللذائذ ولا يقربون شهوات النفوس ، ولو أنهم شربوا خمرا يوما لما وجدوا لها طعما ولا ذاقوا لها لذة ؛ لأن الألم لا يزال يحز في نفوسهم.
الإعراب : «نحن» ضمير منفصل مبتدأ ، «قتلنا» فعل وفاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ ، «الأسد» مفعول به ، «أسد» بدل من الأسد وأسد مضاف و «خفية» أو «شنوءة» مضاف إليه ، «فما» الفاء عاطفة ، ما : نافية ، «شربوا» فعل وفاعل ، «بعدا» ظرف زمان منصوب على الظرفية ، والعامل فيه شرب ، «على لذة» جار ومجرور متعلق بشرب أيضا ، «خمرا» مفعول به لشربوا.
الشّاهد فيه : قوله «بعدا» فإن هذه الكلمة قد وردت في هذا البيت معربة منصوبة مع التنوين ، فدل تنوينها على أن الشاعر قد قطعها عن الإضافة فلم ينو المضاف إليه بتة لا لفظه ولا معناه ، من قبل أنه