والشبيه بالمضاف : هو ما اتصل به شيء من تمام معناه ، كقولك : «يا كثيرا برّه» و «يا مفيضا خيره» و «يا رفيقا بالعباد» (١).
والنكرة كقول الأعمى : «يا رجلا خذ بيدي» وقول الشاعر :
٥١ ـ أيا راكبا إمّا عرضت فبلّغن |
|
نداماي من نجران أن لا تلاقيا |
ويجوز في المنادى المستحق للضم أن ينصب إذا اضطرّ إلى تنوينه ، كقول الشاعر :
______________________________________________________
٥١ ـ هذا بيت من الطويل لعبد يغوث بن وقاص الحارثي ، من كلمة له يقولها وقد أسرته التيم في يوم الكلاب ـ بضم الكاف وفتح اللام مخففة بوزن الغراب ـ وقد أنشد المؤلف صدر البيت في أوضحه (رقم ٤٣٤) وأنشده كله في القطر (رقم ٨٣) وكذا ابن عقيل (رقم ٣٠٢) والأشموني في باب النداء ، وسيبويه (ج ١ ص ٣١٢).
اللّغة : «عرضت» أتيت العروض وهو مكة والمدينة وما حولهما ، وقيل : هي جبال نجد ، «نداماي» الندامى ـ بوزن السكارى ـ جمع ندمان ، وهو النديم ، وقيل : هو الجليس المصاحب مطلقا ، «نجران» مدينة بالحجاز من شق اليمن.
الإعراب : «أيا» حرف نداء ، «راكبا» منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، «إما» هذه لفظة مركبة من كلمتين : الأولى إن ، والثانية ما ، فأما إن فهي حرف شرط جازم وأما ما فهي زائدة ، «عرضت» عرض : فعل ماض فعل الشرط ، وتاء المخاطب فاعله ، «فبلغن» الفاء واقعة في جواب الشرط ، وبلغ : فعل أمر ، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب ، وجملة فعل الأمر وفاعله في محل جزم جواب الشرط ، «نداماي» ندامى : مفعول به لبلغ ، وياء المتكلم مضاف إليه «من نجران» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ندامى ، «أن» مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير شأن محذوف ، والتقدير : أنه ، أي : الحال والشأن ، «لا» نافية للجنس «تلاقيا» تلاقي : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، والألف للإطلاق ، وخبر لا محذوف ، والجملة من لا واسمها وخبرها في محل رفع خبر أن ، والجملة من أن واسمها وخبرها في محل نصب مفعول به لبلغ.
__________________
(١) أشار المؤلف بالتمثيل للشبيه بالمضاف بثلاثة أمثلة إلى أنه لا فرق بين أن يكون ما يتصل بالمنادى مرفوعا على الفاعلية كالمثال الأول ، أو يكون منصوبا على المفعولية كالمثال الثاني ، أو مجرورا بحرف جر يتعلق بالمنادى كالمثال الثالث ؛ وبقي مثال رابع ، وهو أن يكون قد عطف عليه ما يتم به معناه ، نحو : يا ثلاثة وثلاثين ، إذا سمي به.