ومثال ما بني على السكون من أسماء الأفعال : صه ـ بمعنى اسكت ـ ومه بمعنى انكفف ـ ولا تقل بمعنى اكفف كما يقول كثير منهم ؛ لأن اكفف يتعدّى ، ومه لا يتعدى ، ومثال ما بني منها على الفتح : آمين ـ بمعنى استجب ، لمّا ثقل بكسر الميم وبالياء بعدها بني على الفتح ، كما بني أين وكيف عليه لثقل الياء ، وفيه أربع لغات : إحداها «آمين» بالمد بعد الهمزة من غير إمالة ، وهذه اللغة أكثر اللغات استعمالا ، ولكن فيها بعد عن القياس ؛ إذ ليس في اللغة العربية اسم على فاعيل ، وإنما ذلك في الأسماء الأعجمية كقابيل وهابيل ، ومن ثمّ زعم بعضهم أنه أعجمي ، وعلى هذه اللغة قوله :
٥٥ ـ [يا ربّ لا تسلبنّي حبّها أبدا] |
|
ويرحم الله عبدا قال آمينا |
والثانية كالأولى ، إلا أن الألف ممالة للكسرة بعدها ، ورويت عن حمزة
______________________________________________________
٥٥ ـ هذا بيت من البسيط ، وقد نسب قوم هذا البيت لقيس بن الملوح ، المعروف بمجنون ليلى ، وقد نسبه صاحب اللسان (مادة أم ن) إلى عمر بن أبي ربيعة المخزومي ، وليس بشيء ، ولا يوجد في ديوان شعره ، بل إنه لا يوجد في زيادات الديوان التي جمع فيها الشعر المنحول لعمر.
الإعراب : «يا» حرف نداء «رب» منادى ، منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة اكتفاء بكسر ما قبلها منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، «لا» دعائية ، «تسلبني» تسلب : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل جزم بلا الدعائية ، وياء المتكلم مفعول أول لتسلب مبني على السكون في محل نصب ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، «حبها» حب : مفعول ثان لتسلب ، وحب مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه ، «أبدا» ظرف زمان منصوب على الظرفية عامله تسلب ، «ويرحم» الواو للاستئناف ، يرحم : فعل مضارع ، «الله» فاعل يرحم ، «عبدا» مفعول به ليرحم ، وهذه الجملة خبرية لفظا إنشائية معنى ؛ لأنها دعائية ، «قال» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى عبد ، والجملة في محل نصب صفة لعبد ، «آمينا» اسم فعل أمر ، بمعنى استجب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والألف للإطلاق ، والجملة في محل نصب مقول القول.
الشّاهد فيه : قوله «آمينا» فإنه جاء به ممدودا مخفف الميم.