(هيت) مثلّثة التاء ؛ فالكسر على أصل التقاء الساكنين ، والفتح للتخفيف كما في أين وكيف ، والضمّ تشبيها بحيث ، وقرئ «هئت» بكسر الهاء ، وبالهمزة ساكنة ، وبضم التاء ، وهو على هذا فعل ماض وفاعل ، من هاء يهاء كشاء يشاء ، أو من هاء يهيء كجاء يجيء.
______________________________________________________
اللّغة : «ما بال» أي : ما شأن ، «البلاقع» جمع بلقع ـ بزنة جعفر ـ وهي الخالية من السكان.
الإعراب : «وقفنا» فعل ماض وفاعله ، «فقلنا» فعل وفاعل جملتهما معطوفة بالفاء على الجملة السابقة ، «إيه» اسم فعل أمر ، مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والجملة في محل نصب مقول القول ، «عن أم» جار ومجرور متعلق باسم الفعل ، وأم مضاف ، و «سالم» مضاف إليه ، «وما» الواو للاستئناف ، ما : اسم استفهام مبتدأ ، مبني
__________________
ذيب ، وفي بئر : بير ، وفي سؤل ، سول ، وفي مؤق : موق ، وفي رأل : رال ، وفي شأن : شان. وهكذا.
وأما القراءة الثالثة : فقد اختلف النحاة في تخريجها ، ولهم في ذلك رأيان : الرأي الأول أن «هيت» اسم فعل ماض ، ومعناه تهيأت واستعددت ، وهذه التاء جزء من الكلمة ، وليست ضميرا كما كانت في تخريج القراءتين الأولى والثانية ، و «لك» جار ومجرور متعلق باسم الفعل الماضي ، والرأي الثاني : أن «هيت» اسم فعل أمر معناه أقبل ، مثل هلم وتعال ، والتاء جزء من الكلمة أيضا ، وليست ضميرا كما كانت في تخريج القراءتين الأولى والثانية ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، و «لك» جار ومجرور متعلق بمحذوف وهذا المحذوف يجوز أن يكون فعلا ؛ فيكون التقدير : أقول لك ، وكأنها بعد أن أمرت يوسف بالمجيء والإقبال عليها قد توقعت منه أن يفهم أن الكلام ليس له ، فقالت : إنما أقول لك ، ويجوز أن يكون المحذوف الذي يتعلق به الجار والمجرور اسما ؛ فيكون خبرا لمبتدأ محذوف والتقدير : إرادتي أو رغبتي كائنة لك ، أو دعائي أو كلامى كائن لك : أي موجه لك.
الأمر الثالث : في بيان لام التبيين التي أشار إليها المؤلف ، وذلك أن لام التبيين على ثلاثة أنواع ؛ النوع الأول : اللام التي تبين الفاعل من المفعول وتميز أحدهما من الآخر ومثلها قولك : ما أحبني لفلان ، وقولك : ما أبغضني لفلان ؛ فالعبارة الأولى معناها أنك تحب فلانا حبا شديدا ، والعبارة الثانية معناها أنك تبغضه بغضا شديدا ؛ فاللام داخلة على المفعول وما قبله فاعل ، فإن أردت أن فلانا يحبك حبا شديدا قلت : ما أحبني إلى فلان ، وإذا أردت أن فلانا يبغضك بغضا شديدا قلت : ما أبغضني إلى فلان ؛ فاللام في العبارتين الأوليين كانت للتفرقة بين الفاعل والمفعول والتمييز بينهما ، والنوع الثاني : اللام التي تبين فاعلية غير ملتبسة بمفعولية ، والنوع الثالث : اللام التي تبين مفعولية غير ملتبسة بفاعلية عكس الذي قبله ، ومثله قولهم : سقيا لك ، ورحمة لك ، وما أشبه ذلك ، واللام التي تبين الفاعل من المفعول تكون متعلقة بمذكور ؛ فقولك «ما أبغضني لفلان» اللام فيه متعلقة بأبغضني ، واللام التي تبين مفعولية أو فاعلية غير ملتبسة بالأخرى تكون متعلقة بمحذوف كالذي ذكرناه في بيان الرأي الثاني في توجيه القراءة الثالثة من الآية الكريمة ، وفي هذا القدر كفاية فافهمه واحرص عليه ولا تغفل عنه.