ثم استثنيت من أسماء الإشارة والأسماء الموصولة ذين وتين واللذين واللّتين ؛ فذكرت أنهما كالمثنى ، وأعني بذلك أنهما معربان : بالألف رفعا ، وبالياء المفتوح ما قبلها جرّا ونصبا ، كما أن الزّيدين والرّجلين كذلك ، وفهم من قولي «كالمثنى» أنهما ليسا مثنيين حقيقة ، وهو كذلك ؛ وذلك لأنه لا يجوز أن يثنى من المعارف إلا ما يقبل التنكير كزيد وعمرو ، ألا ترى أنهما لما اعتقد فيهما الشياع والتنكير جازت تثنيتهما ، ولهذا قلت : «الزيدان ، والعمران» فأدخلت عليهما حرف التعريف ، ولو كانا باقيين على تعريف العلمية لم يجز دخول حرف التعريف عليهما ، وذا والذي لا يقبلان التنكير ؛ لأن تعريف ذا بالإشارة ، وتعريف «الذي» بالصّلة ، وهما ملازمان لذا والذي ؛ فدلّ ذلك على أن ذين واللّذين ونحوهما أسماء تثنية ، بمنزلة قولك هما وأنتما ، وليسا بتثنية حقيقية ، ولهذا لم يصح في ذين أن تدخل عليها أل كما لا يصح ذلك في هما وأنتما.
فإن قلت : فهلّا استثنيت من الموصولات «أيّا» أيضا فإنها معربة إلا إذا أضيفت وكان صدر صلتها ضميرا محذوفا؟.
قلت : قد علم مما قدمت أن «أيّا» مبنية في هذه الحالة ، معربة فيما عداها ؛ فلم أحتج إلى إعادته.
ومثال المبني من أسماء الشرط والاستفهام على السكون : من ، وما ، ومثال المبني منهما على الفتح : أين ، وأيّان ، وليس فيهما ما بني على كسر ولا ضمّ فأذكره.
فإن قلت : فإن من أسماء الشرط «حيثما» وهي مبنية على الضم.
قلت : المبني على الضم حيث ، واسم الشرط إنما هو حيثما ، فما اتصلت بحيث وصارت جزءا منها ؛ فالضم في حشو الكلمة ، لا في آخرها.
واستثنيت من أسماء الشرط ، وأسماء الاستفهام «أيّا» فإنها معربة فيهما مطلقا بإجماع ، مثال الاستفهامية في الرفع قوله تعالى : (أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها) [النمل ، ٣٨] (أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً) [التوبة ، ١٢٤] ومثالها في النصب (فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ) [غافر ، ٨١] (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء ، ٢٢٧] فأيكم فيهما مبتدأ ، وأيّ من قوله : (فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ) مفعول به لتنكرون ، وأي