ومثال ما بني على الضم «حيث» وهو ظرف مكان يضاف للجملتين ، وربما أضيف لمفرد ، كقوله :
٦٢ ـ * أما ترى حيث سهيل طالعا*
وقد يفتح ، وقد يكسر ، وبعضهم يعربه ، وقرئ (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) [الأعراف ، ١٨٢ ، والقلم ، ٤٤] بالكسر ، فيحتمل الإعراب والبناء (١).
______________________________________________________
مضاف والضمير مضاف إليه ، «عصر» فاعل مر ، والجملة من الفعل وفاعله في محل نصب حال.
الشّاهد فيه : قوله «ملآن» حيث أعرب «الآن» فجاء به متأثرا بالعامل الذي هو حرف الجر ؛ إذ الأصل «من الآن» وقد بين المؤلف علة حذف نون من.
هذا وأول بيتي الشاهد يروى على غير الوجه الذي أنشده المؤلف ؛ فيروى هكذا :
لليلى بذات البين دار عرفتها |
|
وأخرى بذات الجيش آياتها سطر |
٦٢ ـ هذا بيت من الرجز المشطور ، وهذا الشاهد من الشواهد التي لم نطلع لها على نسبة إلى قائل معين ، وقد أنشده ابن عقيل (رقم ٣٢٢) وبعده قوله :
* نجما يضيء كالشّهاب لامعا*
اللّغة : «سهيل» نجم تنضج الفواكه عند طلوعه ، «الشهاب» الشعلة من النار.
الإعراب : «أما» أداة استفتاح ، «ترى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، «حيث» ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب ، وعامله قوله ترى ، وحيث مضاف ، و «سهيل» مضاف إليه ، مجرور بالكسرة الظاهرة ، «طالعا» حال من سهيل المجرور بالإضافة ، ومجيء الحال من المضاف إليه في غير المواضع الثلاثة المحفوظة قليل ، ولكنه يقع في الشعر ، «نجما» منصوب على المدح بفعل محذوف تقديره أمدح ، «يضيء» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى نجم ، والجملة في محل نصب صفة لنجم ، «كالشهاب» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر في قوله يضيء ، أو هو متعلق بيضيء ، «لامعا» حال من فاعل يضيء ، وهي حال مؤكدة ؛ لانفهام معناها مما قبلها.
الشّاهد فيه : قوله «حيث سهيل» فإنه أضاف حيث إلى اسم مفرد ، وذلك شاذ عند جمهرة النحاة ، وإنما يضاف حيث عندهم إلى الجملة فعلية كانت أو اسمية.
__________________
(١) فإذا قدرتها معربة كانت حيث مجرورة بمن ، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة ؛ وإذا قدرتها مبنية كانت حيث مبنية على الكسر كأمس في محل جر.