ومثال ما بني منها على الكسر «أمس» وقد مضى شرحه (١) وإنما ذكرته هناك لشبهه بمسألة حذام في اختلاف الحجازيين والتميميين فيه ، وإنما [كان] حقه أن يذكر هنا خاصة ؛ لأنه كلمة بعينها ، وليس فردا داخلا تحت قاعدة كلية.
______________________________________________________
وهذا البيت هو الشاهد (رقم ١١٠) الذي يأتي في باب المفعول لأجله ، ومن هذه القصيدة أيضا قوله :
أما والّذي أبكى وأضحك ، والّذي |
|
أمات وأحيا ، والّذي أمره الأمر |
لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى |
|
أليفين منها لا يروعهما النّفر |
فيا هجر ليلى قد بلغت بي المدى |
|
وزدت على ما لم يكن بلغ الهجر |
ويا حبّها زدني جوى كلّ ليلة |
|
ويا سلوة الأيّام موعدك الحشر |
اللّغة : «ذات الخال» اسم مكان ، ومثله «ذات الجزع» وقوله «آياتها سطر» أي : علاماتها دارسة غير ظاهرة لم يبق منها إلا ما يشبه السطر الذي ينمقه الكاتب ، وشعراء هذيل الذين منهم أبو صخر صاحب هذا الشاهد كثيرا ما يشبهون آثار الديار بالكتابة ، ومن ذلك قول أبي ذؤيب الهذلي في مطلع قصيدة :
عرفت الدّيار كرقم الدّوا |
|
ة يزبرها الكاتب الحميري |
الإعراب : «لسلمى» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، «بذات» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من دار الآتي أو من ضميره المستتر في خبره ، وذات مضاف ، و «الخال» مضاف إليه ، «دار» مبتدأ مؤخر ، «عرفتها» فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل رفع صفة لدار ، «وأخرى» الواو عاطفة ، أخرى : معطوفة على دار ، أو مبتدأ أول ، «بذات» جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لأخرى ، وذات مضاف و «الجزع» مضاف إليه ، «آياتها» آيات : مبتدأ ، وهو مضاف والضمير مضاف إليه ، «سطر» خبر المبتدأ الذي هو آيات ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع صفة ثانية لأخرى ، أو خبر عنها إن جعلتها مبتدأ ، «كأنهما» كأن : حرف تشبيه ونصب ، والضمير العائد إلى الدارين اسمه ، «ملآن» جار ومجرور ، وأصله من الآن ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر كأن ، «لم» نافية جازمة ، «يتغيرا» فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وألف الاثنين فاعله ، والجملة في محل رفع خبر ثان لكائن ، «وقد» الواو للحال ، قد : حرف تحقيق ، «مر» فعل ماض ، «للدارين» جار ومجرور متعلق بمر ، «من بعدنا» الجار والمجرور متعلق بمر أيضا ، وبعد
__________________
(١) انظر ص ١٣٣ ، وما بعدها.