٦١ ـ لسلمى بذات الخال دار عرفتها |
|
وأخرى بذات الجزع آياتها سطر |
كأنّهما ملآن لم يتغيّرا |
|
وقد مرّ للدّارين من بعدنا عصر |
أصله «كأنهما من الآن» فحذف نون «من» لالتقائها ساكنة مع لام «الآن» (١) ولم يحركها لالتقاء الساكنين كما هو الغالب ، وأعرب «الآن» فخفضه بالكسرة.
______________________________________________________
العسر فيها حاصل يفجؤك دوران مياسير ، وقد بينا في إعراب هذا البيت خلافا للعلماء في هذه الكلمة فاحفظه يرشدك الله.
٦١ ـ هذان بيتان من الطويل ، وهما لأبي صخر الهذلي ، من قصيدته التي يقول فيها :
وإنّي لتعروني لذكراك هزّة |
|
كما انتفض العصفور بلّله القطر |
__________________
(١) لذلك نظائر في كلام العرب قداماهم ومحدثيهم ؛ فمن ذلك قول عمر بن أبي ربيعة :
وتعلم أنّ لها عندنا |
|
ذخائر ملحبّ لا تظهر |
أراد «من الحب» فحذف النون.
ومنه قول القتال الكلابي :
وما أنس ملاشياء لا أنس نسوة |
|
طوالع من حوضى وقد جنح العصر |
أراد «من الأشياء» فحذف النون.
ومن ذلك قول النابغة الجعدي :
ولقد شهدت عكاظ قبل محلّها |
|
فيها ، وكنت أعدّ ملفتيان |
أراد «من الفتيان» فحذف النون.
ومن ذلك قول النابغة الجعدي في نفس القصيدة التي منها البيت السابق :
ولبست ملاسلام ثوبا واسعا |
|
من سيب لا حرم ولا منّان |
أراد «من الإسلام» فحذف النون.
ومن ذلك قول أبي الطيب المتنبي :
نحن قوم ملجنّ في زيّ ناس |
|
فوق طير لها شخوص الجمال |
أراد «من الجن» فحذف النون.
وربما حذفوا من كلمة «على» الجارة لامها والألف التي بعدها ؛ وذلك كما وقع في قول أبي السمال الأسدي ، واسمه سمعان بن هبيرة :
وللموت خير للفتى من حياته |
|
بدارة ذلّ علبلايا يوقّر |
أراد «على البلايا» فحذف الألف لالتقاء الساكنين ، ولم يكتف بهذا فحذف اللام قبلها.