وقوله :
٦٤ ـ لا تضيقنّ بالأمور فقد |
|
تكشف غمّاؤها بغير احتيال |
ربّما تكره النّفوس من الأم |
|
ر له فرجة كحلّ العقال |
______________________________________________________
وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من ، «لي» جار ومجرور متعلق بقوله تمنى ، «موتا» مفعول به لتمنى ، «لم» حرف نفي وجزم وقلب ، «يطع» فعل مضارع مبني للمجهول ، مجزوم بلم ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة «لم يطع» في محل رفع خبر المبتدأ ، وعليه تكون جملة «قد تمنى» في محل رفع أو جر صفة لمن كما قلنا من قبل ، ولا مانع من جعل جملة «قد تمنى» في محل رفع خبر من ، وجملة «لم يطع» في محل خبر ثان.
الشّاهد فيه : قوله «رب من» حيث استعمل «من» فيه نكرة ووصفها بجملة «أنضجت» أو بجملة «قد تمنى» في بعض وجوه الإعراب التي قدمنا ذكرها ، والدليل على كونها نكرة دخول «رب» عليها ، لأن رب لا تجر إلا النكرات.
ومن العلماء من يروي صدر البيت :
ربّما أنضجت غيظا قلب من |
|
قد تمنّى لي موتا لم يطع |
وعليه لا شاهد في البيت ، و «ما» في هذه الرواية حرف يكف «رب» عن جر ما بعدها ، ويجيز دخولها على الجمل.
٦٤ ـ هذا بيت من الخفيف ، وينسب هذا الشاهد إلى أمية بن أبي الصلت ، وينسب لأبي قيس اليهودي ، وينسب لابن صرمة الأنصاري ، وينسب إلى حنيف بن عمير اليشكري ، وينسب لنهار ابن أخت مسيلمة الكذاب ، وهو من شواهد الأشموني (رقم ٩٥).
الإعراب : «لا» ناهية ، «تضيقن» تضيق : فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم بلا ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والنون المشددة للتوكيد ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، «بالأمور» جار ومجرور متعلق بتضيق ، «فقد» الفاء حرف دال على التعليل ، قد : حرف تحقيق ، «تكشف» فعل مضارع مبني للمجهول ، «غماؤها» غماء : نائب فاعل تكشف ، وغماء مضاف والضمير مضاف إليه ، «بغير» جار ومجرور متعلق بتكشف ، وغير مضاف ، و «احتيال» مضاف إليه ، «ربما» رب : حرف جر شبيه بالزائد ، وما : نكرة بمعنى شيء مبتدأ ، مبني على السكون في محل رفع بالابتداء ، «تكره النفوس» فعل وفاعل ، والجملة في محل رفع أو جر ، وعلى الوجهين هي صفة لما ، «من الأمر» جار ومجرور متعلق بتكره ، «له» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، «فرجة» مبتدأ مؤخر ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ ، الذي هو ما ، وقال كثيرون : هذه الجملة في محل جر صفة للأمر ؛ لأنه محلى بأل الجنسية فهو