فوصف المضاف للمعرّف بالأداة بالاسم المعرف بالأداة ، والصّفة لا تكون
______________________________________________________
فأدرك لم يجهد ، ولم يثن شأوه |
|
يمرّ كخذروف الوليد المثقّب |
وهذا البيت من قصيدة له طويلة كان قد ساجل بها علقمة الفحل أمام امرأة اسمها أم جندب ، وتحاكما إليها في أن يصف كل واحد منهما فرسه في قصيدة ، ومطلع قصيدة امرئ القيس قوله :
خليليّ مرّا بي على أمّ جندب |
|
لنقضي حاجات الفؤاد المعذّب |
ومطلع قصيدة علقمة قوله :
ذهبت من الهجران في كلّ مذهب |
|
ولم يك حقّا كلّ هذا التّجنّب |
لغة بيت الشّاهد : «أدرك» أي أدرك هذا الفرس الوحش الذي كان يطارده ، «لم يجهد» أي على طبيعته من غير أن أجهده أو أبعثه أو أثيره ، «شأوه» الشأو : الشوط البعيد ، «الخذروف» لعبة للصبيان يديرونها بخيط في أكفهم فلا تكاد ترى لسرعة دورانها.
المعنى : يصف فرسه بأنه أدرك الصيد من غير أن يجهده ، وأنه كان سريعا سرعة تشبه سرعة خذروف الوليد.
الإعراب : «أدرك» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الفرس المذكور في أبيات قبل هذا البيت ، «لم» نافية جازمة ، «يجهد» فعل مضارع مبني للمجهول ، مجزوم بلم ، ونائب فاعله ضمير الفرس ، والجملة في محل نصب حال من فاعل أدرك ، «ولم» الواو عاطفة ، لم : نافية جازمة ، «يثن» فعل مضارع مبني للمجهول ، مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها ، «شأوه» شأو : نائب فاعل يثن ، وهو مضاف والضمير مضاف إليه ، والجملة في محل نصب بالعطف على جملة الحال ، «يمر» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الفرس ، «كخذروف» جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لموصوف محذوف ، وتقدير الكلام : يمر مرّا كائنا كمر خذروف ، وخذروف مضاف و «الوليد» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ، «المثقب» صفة لخذروف.
الشّاهد فيه : قوله «كخذروف الوليد المثقب» فإن قوله «المثقب» نعت لقوله خذروف في قوله «خذروف الوليد» على ما علمناه من الإعراب ، وهذا النعت محلى بالألف واللام ، والمنعوت مضاف إلى المحلى بالألف واللام ، والنعت لا يجوز أن يكون أعرف من المنعوت ؛ فدلنا ذلك على أن المحلى بأل ليس أعرف من المضاف إلى المحلى بأل ؛ فثبت أن المضاف إلى معرفة يكون في رتبة هذه المعرفة ، وفي كلام المؤلف دليل على استثناء المضاف إلى الضمير ، فتنبه لهذا وافهمه.