وكنت أمشي على رجلين معتدلا |
|
فصرت أمشي على أخرى من الشّجر |
وقال الآخر :
______________________________________________________
اللّغة : «يثقلني» يجهدني ويتعبني ويعييني ، «أنهض» أقوم ، والنهض مصدره ، «السكر» بفتح السين وكسر الكاف ـ صفة مشبهة بمعنى الثمل ، وهو الذي أخذ منه السكر فهد قواه.
الإعراب : «وقد» حرف تحقيق ، «جعلت» جعل : فعل ماض ناقص ، وتاء المتكلم اسمه ، «إذا» ظرفية تضمنت معنى الشرط ، «ما» زائدة «قمت» فعل وفاعل ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها ، «يثقلني» يثقل : فعل مضارع ، والنون للوقاية ، والياء مفعول به ، «ثوبي» ثوب : فاعل يثقل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وثوب مضاف وياء المتكلم مضاف إليه ، وستعرف ما في هذا الإعراب من مخالفة الأصل وإن كان هذا هو الظاهر ، «فأنهض» الفاء عاطفة ، أنهض : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، «نهض» مفعول مطلق مبين للنوع ، ونهض مضاف و «الشارب» مضاف إليه ، «السكر» صفة للشارب ، «وكنت» الواو عاطفة ، كان : فعل ماض ناقص ، وتاء المتكلم اسمه ، «أمشي» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والجملة في محل نصب خبر كان ، «على رجلين» جار ومجرور متعلق بأمشي «معتدلا» حال من فاعل أمشي ، «فصرت» الفاء عاطفة ، صار : فعل ماض ناقص ، وتاء المتكلم اسمه «أمشي» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والجملة في محل نصب خبر صار ، «على أخرى» جار ومجرور متعلق بأمشي «من الشجر» جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لأخرى.
الشّاهد فيه : عبارة المؤلف ظاهرة في أنه لم يرد الاستشهاد بهذا البيت إلا على مجيء «جعل» فعلا من الأفعال التي تعمل عمل كان وتختص بكون خبرها لا يكون إلا فعلا مضارعا ، ولكن العلماء ينشدون هذا البيت لأن ظاهره أن المضارع الذي وقع خبرا لجعل ـ وهو «يثقلني» ـ قد رفع اسما ظاهرا مضافا إلى ضمير اسمها ، وهذا الاسم هو قوله «ثوبي» ، وهذا غير مرتضى عند جمهرة العلماء ، ولو أنه جاء بالكلام على ما هو الموافق لما ارتضوه لقال «وقد جعلت أثقل» فيكون الفعل المضارع رافعا لضمير يرجع إلى اسم جعل ، وقد تخلص العلماء من هذا الظاهر بأن جعلوا فاعل «يثقلني» ضميرا مستترا يعود إلى التاء التي هي اسم جعل ، وقوله «ثوبي» بدلا من هذا الضمير المتصل ، فإن قلت : كان يجب أن لو كان فاعل يثقلني ضميرا مستترا للمتكلم أن يقول : أثقل ؛ لأن حرف المضارعة الموضوع للدلالة على المتكلم هو الهمزة ، قلنا : إن أصل الكلام : وقد جعلت أثقل ثوبي ؛ فلما أبدل ثوبي من الضمير المستتر أو من التاء جاز إعادة الضمير على البدل ؛ لأنه هو المقصود بالحكم ، فافهم.