وربما عملت في اسم معرفة ، كقوله :
٩٣ ـ أنكرتها بعد أعوام مضين لها |
|
لا الدّار دارا ولا الجيران جيرانا |
وعلى ذلك قول المتنبي :
٩٤ ـ إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى |
|
فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا |
______________________________________________________
«قضى الله» فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها صلة الموصول ، والعائد ضمير منصوب بقضى محذوف ، والتقدير : مما قضاه الله ، «واقيا» خبر لا ، وجملة لا الثانية مع اسمها وخبرها معطوفة بالواو على جملة لا الأولى واسمها وخبرها.
الشّاهد فيه : قوله «لا شيء باقيا» وقول «لا وزر واقيا» حيث أعمل لا النافية عمل ليس في الموضعين ؛ فرفع بها الاسم ونصب الخبر ، واسمها وخبرها نكرتان في الموضعين جميعا.
٩٣ ـ هذا بيت من البسيط ، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين.
اللّغة : «أنكرتها» أراد لم أعرفها بسبب دثور آياتها وانمحاء العلامات الدالة عليها ، «أعوام» جمع عام ، «مضين لها» أراد مررن على رؤيتي لها.
المعنى : يصف دارا كان يلقى أحبابه فيها قبل مضي أعوام بأنه لما مر بها لم يعرفها لتغيرها وذهاب معارفها.
الإعراب : «أنكرتها» فعل ماض ، فاعله ضمير المتكلم ، وضمير الغائبة مفعول به ، «بعد» ظرف زمان منصوب على الظرفية ، عامله أنكر ، وبعد مضاف و «أعوام» مضاف إليه ، «مضين» فعل وفاعل ، والجملة في محل جر صفة لأعوام «لها» جار ومجرور متعلق بمضى ، «لا» نافية عاملة عمل ليس ، «الدار» اسم لا مرفوع بها ، «دارا» خبر لا منصوب بها ، «ولا» الواو عاطفة ، لا : نافية أيضا ، «الجيران» هو اسم لا هذه مرفوع بها ، «جيرانا» خبر لا منصوب بها ، وجملة لا الثانية مع اسمها وخبرها معطوفة على جملة لا الأولى واسمها وخبرها.
الشّاهد فيه : قوله «لا الدار دارا» وقوله «لا الجيران جيرانا» حيث أعمل لا في الموضعين عمل ليس مع أن اسمها في الموضعين معرفة ؛ إذ هو محلى بأل ، والمؤلف ههنا قد جعل عملها في هذه الحال قليلا ، وفي كتابه القطر جعله غير جائز ، وحكم على المتنبي بأنه أخطأ في بيته الآتي (رقم ٩٤) ، وسنذكر هذا الكلام بإيضاح في شرحه.
٩٤ ـ هذا بيت من الطويل من كلام أبي الطيب المتنبي ، وهو شاعر من شعراء الدولة العباسية فلا يحتج بشعره ، ولكن المؤلف أنشده على سبيل التمثيل ، وليبين أنه مشابه للبيت السابق ، وقد أنشده في كتابه القطر (رقم ٦٤).