٩٧ ـ كأنّي من أخبار إنّ ولم يجز |
|
له أحد في النّحو أن يتقدّما |
عسى حرف جرّ من نداك يجرّني |
|
إليك فإنّي من وصالك معدما |
______________________________________________________
العباس المبرد ؛ فعندهما أن الكسرة التي تراها على نون أوان ليست كسرة إعراب ، بل هي إما كسرة بناء ، وإما كسرة التخلص من التقاء الساكنين ، وهذا التنوين ليس هو تنوين التمكين الذي يكون في آخر الاسم المتمكن ، ولكنه إما تنوين العوض الذي يلحق نحو «إذ» عند حذف الجملة التي تضاف إذ إليها ، كما في قوله تعالى (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) [الزلزلة ، ٤] ، وإما تنوين الضرورة الذي يلحق بعض المبنيات ، كما مر في شرح الشاهدين (رقم ٥٢ و ٥٣).
وأصل الكلام على الأول : ولات الأوان طلبوا صلحنا ، فأوان مضاف والجملة الفعلية مضاف إليه ، فحذفت هذه الجملة ، ثم بنى أوان : إما على السكون كما هو الأصل في المبنيات وإما على الكسر لشبهه في الوزن بنزال ، ثم أتى بالتنوين عوضا عن الجملة المحذوفة ؛ فإن قدرت بناء أوان على السكون فإنما حرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين. وكون هذا التنوين تنوين التعويض هو اختيار جار الله الزمخشري ، وكونه تنوين الضرورة هو ما اختاره المؤلف في مغني اللبيب ، وصرح به ههنا ، وتبعه عليه الأشموني.
وزعم الفراء أن «لات» في هذا البيت ونحوه حرف جر ، وهذه الكسرة التي تراها على نون «أوان» هي كسرة الإعراب التي تراها على دال زيد في قولك : مررت بزيد ، وهذا التنوين هو تنوين التمكين ، ولات هي التي أحدثت هذه الكسرة ، لأنها كما قلنا حرف جر.
وقد أشبعنا القول في الاستدلال والتخريج في شرحنا على شرح الأشموني ، وهذه العجالة لا تتسع لأكثر مما ذكرنا.
٩٧ ـ هذان بيتان من الطويل من كلام ابن عنين ، وهو شرف الدين أبو العباس محمد بن نصر الدين الحسين بن عنين ، الأنصاري ، الكوفي الأصل ، الدمشقي المولد والوفاة ، ولد في سنة ٥٤٩ وتوفي في سنة ٦٣٠ من الهجرة ، وقد أنشد المؤلف أولهما في القطر (رقم ٦٣).
الإعراب : «كأني» كأن : حرف تشبيه ونصب ، وياء المتكلم اسمه «من أخبار» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كأن ، وأخبار مضاف ، و «إنّ» قصد لفظه : مضاف إليه ، «ولم» حرف نفي وجزم وقلب ، «يجز» فعل مضارع مجزوم بلم ، «له» جار ومجرور متعلق بيجز ، «أحد» فاعل يجز ، «في النحو» جار ومجرور متعلق بيجز ، «أن» حرف مصدري ونصب ، «يتقدما» فعل مضارع منصوب بأن ، والألف للإطلاق ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى خبر إن ، وأن مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به ليجز ، «عسى» فعل ماض ناقص دال على الرجاء ، «حرف» اسم عسى ، مرفوع بالضمة الظاهرة ، وحرف مضاف و «جر» مضاف إليه ، «من نداك»