بعدها صلة ، واحترزت بقولي «أول الصلة» من نحو : «جاء الّذي عندي أنّه فاضل» فإنّ واجبة الفتح وإن كانت في الصلة ، لكنها ليست في أولها (١).
الثالثة : أن تقع في أول الصفة ك «مررت برجل إنّه فاضل» ولو قلت : «مررت برجل عندي أنّه فاضل» لم تكسر ؛ لأنها ليست في ابتداء الصفة.
الرابعة : أن تقع في أول الجملة الحالية ، كقوله تعالى : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) [الأنفال ، ٥] ، واحترزت بقيد الأولية من نحو : «أقبل زيد وعندي أنّه ظافر».
الخامسة : أن تقع في أول الجملة المضاف إليها ما يختص بالجملة ـ وهو إذ وإذا وحيث ـ نحو : «جلست حيث إنّ زيدا جالس» وقد أولع الفقهاء وغيرهم بفتح «إن» بعد حيث ، وهو لحن فاحش (٢) ، فإنها لا تضاف إلا إلى الجملة ، و «أن» المفتوحة ومعمولاها في تأويل المفرد ، واحترزت بقيد الأولية من نحو : «جلست حيث اعتقاد زيد أنّه مكان حسن».
ولم أر أحدا من النحويين اشترط الأولية في مسألتي الحال وحيث ، ولا بد من ذلك.
السادسة : أن تقع قبل اللام المعلّقة ، نحو : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) [المنافقون ، ١] ، فاللام من (لرسوله) ومن (لكاذبون)
__________________
(١) لو قال : «لكونها ليست في أولها» لكان أدق ، فتأمل.
(٢) ليس الأمر كما قال المؤلف ، بل هو جائز ، وله تخريج حسن ؛ أما تخريجه على قول من أجاز أن تضاف حيث إلى المفرد كما في قول الشاعر* .. حيث لي العمائم* فظاهر ؛ لأن المصدر المنسبك من أن المفتوحة وما بعدها مفرد مجرور بإضافة حيث إليه ؛ وأما الذين أوجبوا إضافة حيث إلى الجملة ـ وهم الجمهور ـ والمؤلف تابع لهم فعلى مذهبهم يكون المصدر المنسبك من أن وما بعدها مفردا مرفوعا على أنه مبتدأ ، وخبره محذوف ، وجملة المبتدأ وخبره في محل جر بإضافة حيث إليها ؛ فلو فتحت الهمزة في المثال الذي ذكره المؤلف كان التقدير : جلست حيث جلوس زيد حاصل ؛ فجلوس زيد : هو المصدر المنسبك من أن المفتوحة وما بعدها ، وحاصل : هو الخبر المحذوف ؛ فتكون «إن» بعد حيث مثلها بعد إذا الفجائية.
وخلاصة هذا الكلام : أنا نسلم أن حيث لا تضاف إلا إلى الجملة ، لكننا نقرر أن الجملة لا يجب ذكر طرفيها ، بل يجوز أن يذكر أحدهما ويحذف الثاني لقرينة تدل عليه.