فمؤول بتقدير «مثل» : أي ولا مثل أبي حسن ، ولا مثل البصرة ، ولا مثل قريش ، ولا مثل أمية.
والثاني : كقول الله سبحانه وتعالى : (لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ) [الصافات ، ٤٧].
ويكثر حذف الخبر إذا علم ، كقول الله سبحانه وتعالى : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) [سبأ ، ٥١] أي : فلا فوت لهم ، وقوله تعالى : (لا ضَيْرَ) [الشعراء ، ٥٠] أي : لا ضير علينا ، وبنو تميم يوجبون حذفه إذا كان معلوما ، وأما إذا جهل فلا يجوز حذفه عند أحد ، فضلا عن أن يجب ، وذلك نحو : «لا أحد أغير من الله عزوجل».
ثم قلت : العاشر المضارع إذا تجرّد من ناصب وجازم.
______________________________________________________
شيئا ، وهو من شواهد الأشموني (رقم ٢٩٢).
اللّغة : «أبو خبيب» هو عبد الله بن الزبير بن العوام ، وأمه ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق ـ رضي الله تعالى عنهم أجمعين! ـ وكان قد وثب على خلافة بني أمية ؛ وصار أميرا للمؤمنين ، واستولى على الحجاز ومصر والعراق ، كني بأكبر أولاده ، «نكدن» فعل ماض من النكد ، وهو شدة العيش وضيقه ، وفي عامة نسخ الشرح «يكدن» بالياء المثناة ـ وهو تصحيف ، وكذلك وقع مصحفا في أصول نسخ الأشموني.
الإعراب : «أرى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «الحاجات» مفعول أول لأرى ، «عند» ظرف متعلق بمحذوف حال من الحاجات ، وعند مضاف ، و «أبي» مضاف إليه ، وأبي مضاف و «خبيب» مضاف إليه ، «نكدن» نكد : فعل ماض ، ونون النسوة فاعله ، والجملة في محل نصب مفعول ثان لأرى ، «ولا» الواو واو الحال ، لا : نافية للجنس ، «أمية» اسم لا ، مبني على الفتح في محل نصب ، «في البلاد» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا ، والجملة من لا واسمها وخبرها في محل نصب حال.
الشّاهد فيه : قوله «لا أمية» حيث أوقع اسم «لا» معرفة ؛ لأن أمية علم ، وهو في الحقيقة مؤول بأحد تأويلين ، إما بأن المراد ما اشتهر به هذا العلم من الصفات ، فكأنه قال : ولا كريم في البلاد ، وإما بتقدير مضاف لا يتعرف بالإضافة كمثل ، فكأنه قال : ولا مثل أمية في البلاد ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، والوجه الثاني من وجهي التأويل المذكورين هو الذي ذكره المؤلف ههنا.