١٠٩ ـ فجئت وقد نضت لنوم ثيابها |
|
لدى السّتر إلّا لبسة المتفضّل |
فإنّ زمن النوم متأخر عن زمن خلع الثوب.
ومثال ما فقد الاتحاد في الفاعل قولك : قمت لأمرك إيّاي ، وقول الشاعر :
١١٠ ـ وإنّي لتعروني لذكراك هزّة |
|
كما انتفض العصفور بلّله القطر |
______________________________________________________
باب المفعول لأجله المصطلح عليه ، لأن شرط ما يسمى مفعولا لأجله أن يكون مصدرا ، والذي معنا ليس بمصدر ، بل هو أفعل تفضيل.
ويأتي النحاة بهذا البيت في باب التنازع لتقرير أنه ـ وإن تقدم فيه فعلان وهما كفاني ولم أطلب ، وتأخر عنهما معمول هو قليل من المال ـ لا يجوز أن يكون من باب التنازع ؛ لأنه لا يصح تسلط كل واحد من الفعلين على المعمول المتأخر ، محافظة على المعنى المراد ، ولهذا قدروا لأطلب معمولا يرشد إليه المعنى ، وهو ما قدرناه في آخر إعراب البيت ؛ فتنبه لما قلت.
١٠٩ ـ هذا بيت من الطويل من كلام امرئ القيس بن حجر الكندي ، صاحب الشاهد السابق ، وقد أنشد المؤلف هذا البيت في أوضح المسالك (رقم ٢٥٢) وكذلك في القطر (رقم ١٠١).
اللّغة : «نضت» ـ بالنون بعدها ضاد معجمة مخففة فيكون الفعل نضا ينضو مثل دعا يدعو ، أو مشددة فيكون الفعل نض ينض مثل شد يشد ـ ومعناه خلعت ، «لدى» أي : عند ، «لبسة المتفضل» يريد غلالة رقيقة هي التي يبقيها من يتبذل ويستعد للنوم.
الإعراب : «جئت» فعل وفاعل ، «وقد» الواو للحال ، قد : حرف تحقيق ، «نضت» نض : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي ، والجملة في محل نصب حال ، «لنوم» جار ومجرور متعلق بنض ، «ثيابها» ثياب : مفعول به لنض ، وثياب مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه ، «لدى» ظرف مكان منصوب بفتحة مقدرة على الألف ، والعامل فيه نض ، ولدى مضاف ، و «الستر» مضاف إليه ، «إلا» أداة استثناء ، «لبسة» منصوب على الاستثناء من ثيابها ، ولبسة مضاف و «المتفضل» مضاف إليه.
الشّاهد فيه : قوله «لنوم» ؛ فإن النوم علة لخلع الثياب ، وفاعل النوم والنض الذي هو الخلع شخص واحد ، والنوم مصدر ، ولكن زمان النوم غير زمان الخلع ؛ لأنها تخلع قبل أن تنام ، فلما لم يتحد زمان العامل الذي هو نضت ، وزمان المصدر الذي هو النوم ـ وجب أن يجره بحرف التعليل ، ولم يجز له أن ينصبه على أنه مفعول لأجله ، وقد فعل الشاعر ذلك.
١١٠ ـ هذا بيت من الطويل من كلام أبي صخر الهذلي ، من قصيدته التي منها بيت الشاهد (رقم ٦١) السابق ذكره في باب البناء عند الكلام على الظرف المبني ، وقد أنشده المؤلف في أوضح