وجه الاستشهاد بهما أنه لو لا إلغاؤهما لم يصحّ دخولهما على الجملة الفعلية ، ولكان دخولهما على المبتدأ والخبر واجبا ، واحترزت بالمزيدة من الموصولة ، نحو : (أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ) [المؤمنون ، ٥٥] : أي أنّ الذي ؛ بدليل عود الضمير من (به) إليها ، ومن المصدرية ، نحو : «أعجبني أنما قمت» أي : قيامك ، وقوله تعالى : (إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ) [طه ، ٩٦] يحتملهما ، أي : إن الذي صنعوه ، أو إن صنعهم ، وعلى التأويلين جميعا فإنّ عاملة ، واسمها في الوجه الأول «ما» دون صلتها ، وفي الوجه الثاني الاسم المنسبك من «ما» وصلتها. وقال النابغة :
١٣٨ ـ قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا |
|
إلى حمامتنا أو نصفه فقد |
______________________________________________________
لأعد ، «يا» حرف نداء ، «عبد» منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وعبد مضاف و «قيس» مضاف إليه ، «لعلما» لعل : حرف ترجّ ونصب ، وما : كافة ، «أضاءت» أضاء : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث ، «لك» جار ومجرور متعلق بأضاء ، «النار» فاعل أضاء ، «الحمار» مفعول به لأضاء ، «المقيدا» نعت للحمار ، والألف للإطلاق.
الشّاهد فيه : قوله «لعلما أضاءت» حيث اقترنت «ما» الزائدة بلعل ، فكفتها عن العمل في الاسم والخبر ، وأزالت اختصاصها بالجمل الاسمية ، ولذلك دخلت على الجملة الفعلية وهي جملة «أضاءت» مع فاعله ، وذلك واضح بأدنى تأمل إن شاء الله.
١٣٨ ـ هذا بيت من البسيط من قصيدة للنابغة الذبياني يعدها بعض العلماء في المعلقات ، ومطلعها قوله :
يا دار ميّة بالعلياء فالسّند |
|
أقوت وطال عليها سالف الأمد |
وهي من قصائده التي يعتذر فيها إلى الملك النعمان بن المنذر عما كان قد ألقي إليه من الوشايات به ، وقد أنشد بيت الشاهد المؤلف في القطر (رقم ٥٦) وفي أوضحه (رقم ١٣٨) وأنشده الأشموني (رقم ٢٧١).
اللّغة : «فقد» قد ههنا : اسم فعل معناه يكفي ، أو هو اسم بمعنى كاف.
الإعراب : «قالت» قال : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى فتاة الحي التي ذكرها في بيت سابق ، «ألا» أداة استفتاح ، «ليتما» ليت : حرف تمنّ ونصب ، وما : زائدة ، «هذا» ها : حرف تنبيه ، وذا : اسم إشارة اسم ليت مبني على السكون في محل نصب ، «الحمام» بدل من اسم الإشارة ، وبدل المنصوب منصوب ، وعلامة