١٤٧ ـ وكنت إذا غمزت قناة قوم |
|
كسرت كعوبها أو تستقيما |
______________________________________________________
مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد أو ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، «المنى» مفعول به لأدرك ، «فما» الفاء حرف عطف ، ما : نافية ، «انقادت» انقاد : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث ، «الآمال» فاعل انقاد ، «إلا» أداة حصر لا محل لها من الإعراب ، «لصابر» جار ومجرور متعلق بانقاد.
الشّاهد فيه : قوله «أو أدرك» حيث نصب الفعل المضارع ـ الذي هو أدرك ـ بعد «أو» وقد ذكر جماعة من العلماء أن «أو» في هذا البيت بمعنى إلى ، كما ذكره المؤلف في هذا الكتاب وفي القطر ، وذكر بعضهم أن «أو» بمعنى حتى ، ومنهم المؤلف في أوضحه ، وابن عقيل ، والأشموني ، ولا خلاف بين هذين الكلامين ، وإنما هو من باب اختلاف العبارة والمعنى واحد ؛ فإن إلى وحتى جميعا معناهما الغاية ، وذكر السيوطي أن «أو» في هذا البيت بمعنى إلا ، وهذا مخالف لذلك كله ، فوق أنه بعيد.
واعلم أن ضابط أو التي بمعنى إلى أن يكون انقضاء ما بعدها يحصل على التدريج شيئا فشيئا ، وضابط أو التي بمعنى إلا أن يكون ما بعدها ينقضي دفعة واحدة.
واعلم أيضا أن عذر السيوطي فيما ذكره أن سيبويه لم يذكر أن «أو» ترد بمعنى إلى ، وإنما ذكر أنها تأتي بمعنى إلا وتبعه على ذلك جماعة من المحققين منهم رضي الدين في شرح الكافية.
واعلم أن لأو التي ينتصب المضارع بعدها بأن مضمرة وجوبا ثلاثة معان : الأول الغاية ، وهو الذي يعبر عنه بأن تكون بمعنى إلى ، والثاني الاستثناء وهو الذي يعبر عنه بأن تكون بمعنى إلا ، والثالث التعليل بمنزلة كي ، نحو قولك : لأعبدن الله أو يعافيني ، ألا ترى أن المعنى لكي يعافيني ، وأنه لا يصح أن تكون أو في هذا المثال للغاية أو الاستثناء ، لأن كلّا من هذين المعنيين يفيد أنك تقطع العبادة إذا حصلت المعافاة؟
١٤٧ ـ هذا بيت من الوافر ، وهو لزياد الأعجم ، وقد استشهد به سيبويه (ج ١ ص ٤٢٨) والمؤلف في أوضحه (رقم ٤٩٨) وفي القطر (رقم ١٧) وفي المغني (في مباحث أو رقم ٩٨) وابن عقيل (رقم ١٣٩).
اللّغة : «غمزت» الغمز : جس باليد يشبه النخس ، «قناة» أراد الرمح ، «كعوبها» الكعوب : جمع كعب ، وهو طرف الأنبوبة الناشز ، «تستقيما» تعتدل.
المعنى : قال الشمني : اختلف في معنى البيت ؛ فقيل : المعنى أن من لم تصلح له الملاينة توليناه بالمخاشنة إلا أن يستقيم ، وقيل : المعنى إذا هجوت قوما أبيدهم بالهجاء إلا أن يتركوا هجائي ، وقيل : المعنى إذا اشتد عليّ جانب قوم رأيت تليينهم حتى يستقيموا ؛ إذ لو تعمدت الكسر لم