أي : لمّا دخلنا هذا البيت أسندنا ظهورنا إلى كل رحل منسوب إلى الحيرة مخطّط فيه طرائق.
وفي الاصطلاح : إسناد اسم إلى غيره ، على تنزيل الثاني من الأول منزلة تنوينه ، أو ما يقوم مقام تنوينه ، ولهذا وجب تجريد المضاف من التنوين في نحو : «غلام زيد» ومن النون في نحو : «غلامي زيد» و «ضاربي عمرو» ، قال الله تعالى : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) [المسد ، ١] (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ) [القمر ، ٢٧] (إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ) [العنكبوت ، ٣١] ، وذلك لأن نون المثنى والمجموع على حدّه قائمة مقام تنوين المفرد.
وإلى هذا أشرت بقولي «ويجرد المضاف من تنوين أو نون تشبهه».
واحترزت بقولي «تشبهه» من نون المفرد وجمع التكسير ، كشيطان ، وشياطين ، تقول : شيطان الإنس شرّ من شياطين الجنّ ؛ فتثبت النون فيهما ، ولا يجوز غير ذلك.
وقولي «مطلقا» أشرت [به] إلى أنها قاعدة عامة لا يستثنى منها شيء ، بخلاف القاعدة التي بعدها.
وكما أن الإضافة تستدعي وجوب حذف التنوين والنون المشبهة له ، كذلك تستدعي وجوب تجريد المضاف من التعريف ، سواء كان التعريف بعلامة لفظية أم بأمر معنوي : فلا تقول : الغلام زيد ، ولا زيد عمرو ، مع بقاء زيد على تعريف العلمية ، بل يجب أن تجرد الغلام من أل ، وأن تعتقد في زيد الشيوع والتنكير ، وحينئذ يجوز لك إضافتهما (١) ، وهذه هي القاعدة التي تقدمت الإشارة إليها آنفا.
والذي يستثنى منها مسألة «الضّارب الرّجل» و «الضّارب رأس الرّجل» و «الضّاربا
______________________________________________________
متعلق بأضاف ، وكل مضاف و «حاري» مضاف إليه ، «جديد ، مشطب» نعتان لكل حاري.
الشّاهد فيه : قوله «أضفنا» فإن معناه أسندنا ؛ فيكون معنى الإضافة ـ التي هي مصدر أضاف ـ الإسناد ، وذلك ظاهر.
__________________
(١) وذلك كما في قول الشاعر ، وهو من شواهد الأشموني (رقم ١٣٠).
علا زيدنا يوم النّقا رأس زيدكم |
|
بأبيض من ماء الحديد يمان |