وإعمال هذه الثلاثة كثير ؛ فلهذا اتفق عليه جميع البصريين.
ومثال إعمال فعيل قول بعضهم «إن الله سميع دعاء من دعاه».
ومثال إعمال فعل قول زيد الخيل رضياللهعنه :
٢٠٩ ـ * أتاني أنّهم مزقون عرضي*
______________________________________________________
اللّغة : «سوق» جمع ساق ، «سمان» جمع سمينة ، يريد أنه ينحر للأضياف السمين من إبله ، ويضرب سوقها بسيفه.
الإعراب : «ضروب» خبر مبتدأ محذوف ، أي : هو ضروب ، أو أنت ضروب ونحو ذلك ، «بنصل» جار ومجرور متعلق بضروب ، ونصل مضاف ، و «السيف» مضاف إليه ، «سوق» مفعول به لضروب ، وسوق مضاف وسمان من «سمانها» مضاف إليه ، وسمان مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه ، «إذا» ظرف تضمن معنى الشرط ، «عدموا» فعل وفاعل ، «زادا» مفعول به لعدموا ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها ، «فإنك» الفاء واقعة في جواب إذا ، إن : حرف توكيد ونصب ، وضمير المخاطب اسمه ، «عاقر» خبر إن ، والجملة من إن واسمه وخبره لا محل لها جواب إذا ، لأن إذا وإن تضمنت معنى الشرط غير عاملة الجزم في الجواب.
الشّاهد فيه : قوله «ضروب سوق سمانها» حيث أعمل صيغة المبالغة ـ وهي قوله ضروب ـ عمل الفعل ؛ فرفع بها الفاعل ـ وهو الضمير المستتر فيه ـ ونصب بها المفعول وهو قوله سوق سمانها.
ومثل هذا البيت قول الراعي النميري :
عشيّة سعدى لو تراءت لراهب |
|
بدومة تجر دونها وحجيج |
قلا دينه ، واهتاج للشّوق ؛ إنّها |
|
على الشّوق إخوان العزاء هيوج |
والاستشهاد في قوله «إخوان العزاء هيوج» حيث أعمل قوله «هيوج» وهو من صيغ المبالغة عمل الفعل ؛ فنصب به المفعول وهو قوله «إخوان العزاء».
وفي هذا البيت دليل على جواز تقدم معمول صيغة المبالغة عليها كما يتقدم على الفعل.
ومن شواهد إعمال فعول أيضا قول ذي الرمة غيلان بن عقبة ، وأنشده سيبويه ، وصاحب اللسان (ه ج م) :
هجوم عليها نفسه غير أنه |
|
متى يرم في عينيه بالشّبح ينهض |
٢٠٩ ـ هذا الشاهد من كلام زيد الخير ، وكان اسمه زيد الخيل ، فسماه النبي صلىاللهعليهوسلم ـ حين وفد عليه ـ زيد الخير ، وهو من شواهد المؤلف في أوضحه (رقم ٣٧٥) وابن عقيل (رقم ٢٥٨) والذي