و «رويده» و «تيده» بمعنى أمهله (١).
(٢) وما سمّى به الماضي ، وهو أكثر مما سمى به المضارع ؛ فلهذا قدّم عليه ، ومثّلت له بمثالين : «هيهات» بمعنى بعد ، و «شتّان» بمعنى افترق ، قال :
٢١٢ ـ فهيهات هيهات العقيق ومن به |
|
وهيهات خلّ بالعقيق نواصله |
______________________________________________________
وجدت له سابقا ولا لاحقا.
الإعراب : «دونكها» دونك : اسم فعل أمر بمعنى خذي ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، وضمير الغائبة مفعول به ، مبني على السكون في محل نصب ، «يا» حرف نداء ، «أم» منادى ، وأصله أمي فحذفت ياء المتكلم ، ويجوز في أم ثلاثة أوجه : أولها الكسر ، وذلك لدلالة الكسرة على ياء المتكلم المحذوفة ، وثانيها الفتح ، على تقدير أن ياء المتكلم انقلبت ألفا بعد فتح ما قبلها ثم حذفت الألف وبقيت الفتحة للدلالة على تلك الألف ، وثالثها الضم على أنك قطعت النظر عن الياء وجعلته منادى مبنيّا «لا» نافية ، «أطيقها» أطيق : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، وضمير الغائبة مفعول به.
الشّاهد فيه : قولها «دونكها» حيث استعملت دونك اسم فعل أمر بمعنى خذي.
واعلم أن اسم الفعل على ضربين : مرتجل ، ومنقول ، فالمرتجل ما لم يستعمل من قبل في شيء آخر ، ومثاله شتان وصه ووي ، والمنقول إما أن يكون في الأصل مصدرا نحو رويد وبله ، وإما أن يكون في الأصل ظرفا نحو وراءك بمعنى تأخر وأمامك بمعنى تقدم ومكانك بمعنى اثبت ، وإما أن يكون في الأصل جارّا ومجرورا نحو عليك بمعنى الزم.
٢١٢ ـ هذا بيت من الطويل من كلام جرير بن عطية ، وقد أنشده المؤلف في أوضحه (رقم ٤٦١) وفي القطر (رقم ١١٤).
اللّغة : «هيهات» بعد ، ويروى في الأماكن الثلاث «أيهات» بالهمزة المبدلة من الهاء «العقيق» اسم مكان ، وفي بلاد العرب أربعة أماكن بهذا الاسم : عقيق اليمامة ، وعقيق المدينة ، وعقيق تهامة ، وعقيق القنان بنجد ، «خل» بكسر الخاء المعجمة ـ أي : صديق.
__________________
(١) فسر ابن منظور في اللسان «تيد» بالرفق ، فكأنه إذا كان اسم فعل يكون بمعنى ترفق به ، وعبارة المؤلف أدق ؛ لأن هذا اللفظ ينصب المفعول به بنفسه كما حكاه ابن منظور نفسه ، وترفق يتعدى بحرف الجر. ومن شواهد «رويد» قول الشاعر :
رويد عليّا ، جدّ ما ثدي أمّهم |
|
إلينا ، ولكن ودّهم متماين |