أي : دع الأكفّ ، وذلك في رواية من نصب الأكف ، أما من خفضها فبله مصدر ، بمنزلة قولك «ترك الأكفّ» ، وأما من رفعها ـ وهو شاذ ـ فهي اسم استفهام بمنزلة كيف ، وما بعدها مبتدأ ، وهي خبره.
و «عليكه» بمعنى الزمه ، وقوله تعالى : (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) [المائدة ، ١٠٥] أي الزموا شأن أنفسكم ، ويقال أيضا : «عليك به» (١) فقيل : الباء زائدة ، وقيل : اسم لألصق دون الزم.
و «دونكه» بمعنى خذه ، كقول صبية لأمها :
٢١١ ـ * دونكها يا أمّ لا أطيقها*
______________________________________________________
«الجماجم» مفعول به لتذر ، «ضاحيا» حال من المفعول به ، «هاماتها» هامات : فاعل بضاح ، وهو مضاف وضمير الغائبة العائد إلى الجماجم مضاف إليه ، «بله» اسم فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، «الأكف» مفعول به لبله ، «كأنها» كأن : حرف تشبيه ونصب ، والضمير العائد إلى الأكف اسم كأن ، «لم» نافية جازمة ، «تخلق» فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، وحرك بالكسر لأجل الرويّ ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى الأكف ، وجملة الفعل ونائب فاعله في محل رفع خبر كأن.
الشّاهد فيه : قوله «بله الأكف» حيث استعمل بله اسم فعل أمر ، ونصب به ما بعده على أنه مفعول به.
واعلم أن الرواة يروون هذه الكلمة على ثلاثة أوجه ؛ الوجه الأول : بجر الأكف ، وتخريجها على أن «بله» مصدر بمعنى ترك ، ولا فعل له من لفظه ، و «الأكف» مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله ، كما في قوله تعالى : (فَضَرْبَ الرِّقابِ) [محمد ، ٤] ، والوجه الثاني : بنصب الأكف ، وتخرج هذه الرواية على أن «بله» اسم فعل أمر ، و «الأكف» مفعول به ، وهذه الرواية هي التي عليها الاستشهاد بهذا البيت في هذا الموضع ، والوجه الثالث : برفع الأكف ، وتخريج هذه الرواية على أن بله اسم استفهام في محل رفع خبر مقدم ، والأكف : مبتدأ مؤخر ، وهذا وجه شاذ حكاه أبو الحسن وقطرب ، وأنكره أبو علي (انظر مغني اللبيب ص ١١٥ بتحقيقنا).
٢١١ ـ هذا بيت من مشطور الرجز ، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين ، ولا
__________________
(١) قد ورد من ذلك قول الأخطل التغلبي :
فعليك بالحجّاج ، لا تعدل به |
|
أحدا ، إذا نزلت عليك أمور |