قَوْمِ هُودٍ) [هود ، ٦٠] ؛ وليس مما نحن فيه ، لأنه عربي ، وليس في أسماء الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام عربي غيره وغير صالح وشعيب ومحمد صلىاللهعليهوسلم ، وزعم عيسى بن عمر وابن قتيبة والجرجاني والزّمخشري أن في نوح ونحوه وجهين ، وهو مردود ؛ لأنه لم يرد بمنع الصرف سماع مشهور ، ولا شاذ.
وشرط الوزن كونه إما مختصّا بالفعل ، أو كونه بالفعل أولى منه بالاسم ، فالأول نحو : «شمّر وضرب» علمين ، قال الشاعر :
٢٣٧ ـ * وجدّى يا حجّاج فارس شمّرا*
______________________________________________________
٢٣٧ ـ هذا الشاهد عجز بيت من الطويل رواه السيد المرتضى شارح القاموس ـ تبعا لابن منظور ـ ونسبه المرتضى وحده إلى جميل بن عبد الله بن معمر العذري ، صاحب بثينة وصدره قوله :
* أبوك حباب سارق الضّيف برده*
والبيت من شواهد الأشموني (رقم ٧٠).
اللّغة : «حباب» بضم الحاء المهملة ـ أي : خبيث ماكر ، «يا حجاج» روى في اللسان مكانه «يا عباس» وقوله «شمر» ههنا اسم فرس ، وقد سموا به ناقة أيضا ، وعليه جاء قول الشماخ بن ضرار الغطفاني :
ولمّا رأيت الأمر عرش هويّة |
|
تسلّيت حاجات الفؤاد بشمّرا |
قال أبو علي القالي (١ ـ ٢٦٤) : «يقول : لما رأيت الأمر شديدا ركبت شمر ، وشمر : اسم ناقته» اه.
الإعراب : «أبوك» أبو : مبتدأ ، وهو مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه ، «حباب» خبر المبتدأ ، «سارق» صفة لحباب أو خبر ثان وسارق مضاف ، و «الضيف» مضاف إليه ، وقد ذهب العلامة الصبان إلى أن إضافة سارق إلى الضيف من إضافة اسم الفاعل إلى فاعله ، والمعنى عليه : أنه يرمي أباه بالجبن حتى إن الضيف ـ الذي من عادته أن يكون خجلا مستكينا وكأنه أسير عند مضيفه ـ ليسرق برده ، والذي نرجحه أن إضافة سارق إلى الضيف من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله ، وهو أقوى في معنى الهجاء ، والمراد على ذلك أنه خبيث دنيء حتى إنه ليضيف الناس ليخدعهم عن أموالهم ويسرقها منهم ، «برده» برد : بدل من الضيف على لفظه أو على محله ، وجعله الصبان مفعولا به لسارق بناء على ما ذهب إليه ، «وجدّي» الواو حرف عطف ، جدّ : مبتدأ