رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) [الأعراف ، ١٤٢] (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) [ص ، ٢٣].
وأما قوله تعالى : (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً) فليس «أسباطا» تمييزا ، بل بدل من «اثنتي عشرة» والتمييز محذوف ، أي : اثنتي عشرة فرقة.
والرابع : ما يحتاج إلى تمييز مفرد مخفوض. وهو المائة والألف ، تقول : «عندي مائة رجل ، وألف رجل».
ويلتحق بالعدد المنتصب تمييزه تمييز «كم» الاستفهامية ، وهي بمعنى أيّ عدد ، ولا يكون تمييزها إلا مفردا ؛ تقول : «كم غلاما عندك» ولا يجوز «كم غلمانا» خلافا للكوفيين.
ويلتحق بالعدد المخفوض تمييز «كم» الخبرية ، وهي اسم دال على عدد مجهول الجنس والمقدار : يستعمل للتكثير ، ولهذا إنما يستعمل غالبا في مقام الافتخار والتعظيم ، ويفتقر إلى تمييز يبين جنس المراد به ، ولكنه لا يكون إلا مخفوضا كما ذكرنا ، ثم تارة يكون مجموعا كتمييز الثلاثة والعشرة وأخواتهما ، وتارة يكون مفردا ، كتمييز المائة والألف وما فوقهما.
والخامس : ما يحتاج إلى تمييز مفرد منصوب أو مخفوض ، وهو «كم» الاستفهامية ، المجرورة ، نحو : «بكم درهم اشتريت» فالنصب على الأصل ، والجر بمن مضمرة ، لا بالإضافة ، خلافا للزجاج.
وإنما لم أذكر في المقدمة أن تمييز كم الاستفهامية وتمييز الأحد عشر والتسعة والتسعين وما بينهما منصوب لأنني قد ذكرته في باب التمييز ؛ فلذلك اختصرت إعادته في هذا الموضع من المقدمة.
______________________________________________________
الشّاهد فيه : قوله «ثنتا حنظل» حيث ذكرت الثنتين مع المعدود ، وليس ذلك مستعملا في العربية ، وإنما المستعمل أن يثنى المعدود ؛ فيقال فيه : حنظلتان ؛ فافهم ذلك ؛ والله يوفقك.
والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم ، والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى ، ربنا عليك توكلنا ، وإليك أنبنا ، وإليك المصير.