ولو أضيفت هذه الأسماء إلى ياء المتكلم كسرت أواخرها لمناسبة الياء ، وكان إعرابها بحركات مقدّرة قبل الياء ؛ تقول : «هذا أبي» و «رأيت أبي» و «مررت بأبي» فتقدّر حركات الإعراب قبل ياء المتكلم ، كما تفعل ذلك في نحو : «غلامي».
وقد تكون في الموضع الواحد محتملة لوجهين أو أوجه :
فالأول كقوله تعالى : (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) [ص ، ٢٣] فيحتمل (أخي) وجهين ؛ أحدهما : أن يكون بدلا من (هذا) فيكون منصوبا ؛ لأن البدل يتبع المبدل منه ، فكأنه قال : إن أخي ، والثاني : أن يكون خبرا ؛ فيكون مرفوعا ، وجملة (لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) خبر ثان على الوجه الثاني ، وهو الخبر على الوجه الأول.
والثاني كقوله تعالى : (رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي) [المائدة ، ٣٥] فيحتمل (أخي) ثلاثة أوجه :
أحدهما : أن يكون مرفوعا ، وذلك من ثلاثة أوجه : أحدهما أن يكون عطفا على الضمير في (أملك) ذكره الزمخشري ، وفيه نظر ؛ لأن المضارع المبدوء بالهمزة لا يرفع الاسم الظاهر ، لا تقول «أقوم زيد» فكذلك لا يعطف الاسم الظاهر على الاسم المرفوع به (١).
فإن قلت : وأيضا فكيف يعطف على الضمير المرفوع المتصل ولم يوجد تأكيد كما في قوله تعالى : (لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [الأنبياء ، ٥٤]؟.
قلت : الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه يقوم مقام التأكيد.
الثاني : أن يكون عطفا على محل «إنّ» واسمها ، والتقدير : وأخى كذلك.
والثالث : أن يكون مبتدأ حذف خبره ، والتقدير : وأخى كذلك.
والفرق بين الوجهين أن المعطوف في الوجه الثاني مفردان على مفردين ، كما تقول : إن زيدا منطلق وعمرا ذاهب ، وفي الوجه الثالث جملة على جملة ، كما تقول :
إن زيدا منطلق وعمرو ذاهب.
الثاني : أن يكون منصوبا ، وذلك من وجهين ؛ أحدهما : أن يكون معطوفا على
__________________
(١) قد يقال : إنه يغتفر في الثواني والتوابع ما لا يغتفر في الأوائل والمتبوعات ؛ فيصح قول الزمخشري على هذا.