فيقول : «جاءني ذو قام» و «رأيت ذا قام» و «مررت بذي قام» إلا أن ذلك شاذ ، والمشهور ما قدّمناه ، وسمع من كلامهم «لا وذو في السماء عرشه» فذو : موصولة بمعنى الذي ، وما بعدها صلة ، فلو كانت معربة لجرّت بواو القسم.
والخمسة الباقية شرطها أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم (١) ، كقوله تعالى : (وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ) [القصص ، ٢٣] وقوله تعالى : (إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [يوسف ، ٨] وقوله تعالى : (ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ) [يوسف ، ٨١] ، فوقع الأب في الآية الأولى مرفوعا بالابتداء ، وفي الآية الثانية منصوبا بإنّ ، وفي الآية الثالثة مخفوضا بإلى ، وهو في جميع ذلك مضاف إلى غير الياء ؛ فلهذا أعرب بالواو والألف والياء ، وكذلك القول في الباقي.
__________________
(١) جملة ما يشترط لإعراب هذه الأسماء بالواو رفعا وبالألف نصبا وبالياء جرّا خمسة شروط :
الشرط الأول : أن تكون مفردة ـ أي غير مثناة ولا مجموعة ـ فلو ثنيت أعربت إعراب المثنى بالألف رفعا وبالياء المفتوح ما قبلها نصبا وجرّا ، نحو قولك «أبواك يحبانك» ونحو «إن أخويك يعينانك» وكل هذه الأسماء تثنى ، تقول : أبواك وأخواك ، وحمواك ، وفمان ، وهنوان ، وذوا مال ، ولو جمعت جمع تكسير أعربت بالحركات الظاهرة بالضمة رفعا وبالفتحة نصبا وبالكسرة جرّا ، وكلها تجمع جمع التكسير ، تقول : آباؤك وإخوتك ، وأحماؤك ، وأفواه أبنائك ، وأهناء أرحامك ، وأذواء المال ، ولو جمعت جمع المذكر السالم فإنها تعرب إعرابه بالواو رفعا وبالياء المكسور ما قبلها نصبا وجرّا ، والأصل أن هذه الأسماء لا تجمع جمع المذكر السالم ، لأنها ليست أعلاما ولا صفات ، ولكن العرب جمعوا منها الأب والأخ هذا الجمع ، قال الشاعر :
فلمّا تبيّنّ أصواتنا |
|
بكين وفدّيننا بالأبينا |
وقال آخر :
وكان بنو فزارة شرّ قوم |
|
وكنت لهم كشرّ بني الأخينا |
ومن العلماء من قاس على هذين بقيتها ، ومنهم من حكم بشذوذ ما ورد من ذلك.
الشرط الثاني : أن تكون مكبرة ، فلو صغرت أعربت بالحركات الظاهرة ، نحو «أبيك وأخيك» بتشديد الياء وضمها في حال الرفع وفتحها في حال النصب وكسرها في حال الجر.
الشرط الثالث : ألا تكون منسوبة ، فلو نسبت أعربت بالحركات الظاهرة ، نحو «أبوي ، وأخوي ، وحموي ، وهنوي».
الشرط الرابع : أن تكون مضافة ، فلو قطعت عن الإضافة أعربت بالحركات الظاهرة ، نحو قوله تعالى (وَلَهُ أَخٌ.)
الشرط الخامس : أن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم ، وقد ذكر المؤلف الشرطين الأخيرين.