وأشرت بقولي و «بابه» إلى أن كل ما كان كسنين (١) ـ في كونه جمعا ، لثلاثي ، حذفت لامه ، وعوّض عنها هاء التأنيث ـ فإنه يعرب هذا الإعراب ، وذلك كقلة وقلين ،
______________________________________________________
الإعراب : «ثم» حرف عطف ، «انقضت» انقضى : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث ، «تلك» تي : اسم إشارة فاعل انقضت ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب ، «السنون» بدل من اسم الإشارة ، وبدل المرفوع مرفوع ، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه ملحق بجمع المذكر ، «وأهلها» الواو عاطفة ، وأهل : معطوف على قوله السنون ، وأهل مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه ، «فكأنها» الفاء عاطفة ، كأن : حرف تشبيه ونصب وضمير الغائبة اسم كأن ، «وكأنهم» الواو عاطفة ، كأن : حرف تشبيه ونصب أيضا ، وضمير الغائبين اسم كأن ، «أحلام» خبر كأن الأول ، وخبر الثاني محذوف يدل عليه خبر الأول ، وأصل الكلام : فكأنها أحلام وكأنهم أحلام ، وتقدير الحذف من الثاني لدلالة الأول عليه أولى من العكس كما مر للمؤلف قريبا.
التمثيل به : في قوله «السنون» فإن هذه الكلمة وقعت في موقع المرفوع ، لكونها بدلا من المرفوع على الفاعلية ، والبدل يتبع المبدل منه في إعرابه ، وقد جاء بها الشاعر بالواو ؛ لأن هذه الكلمة ترفع بالواو ، وتنصب وتخفض بالياء ، مثل جمع المذكر السالم.
__________________
(١) ذكر المؤلف في هذا النوع مما يلحق بجمع المذكر السالم ثلاثة قيود :
الأول : أن يكون مفرده ثلاثيّا ، فخرج ما كان مفرده رباعيّا كجعفر وشبهه.
والقيد الثاني : أن تكون اللام قد حذفت في المفرد ، فخرج به ما لم يحذف منه شيء أصلا نحو تمرة وكلمة ، وما حذفت فاؤه دون لامه نحو عدة وصفة وضعة ، وشذ أضون في جمع أضاة ـ وهي بوزن قناة :
الغدير ـ كما شذ حرون في جمع حرة ـ وهي الأرض ذات الحجارة ـ وكما شذ رقون في جمع رقة ـ وهي بزنة عدة : الفضة ـ وكما شذ لدون في جمع لدة ـ وهي بوزن عدة أيضا : الذي يساويك في سنك ـ وكما شذ حشون في جمع حشة ـ وهو بزنة صفة أيضا : الأرض الموحشة ـ فإن أضاة وحرة لم يحذف منهما شيء ، ورقة ولدة وحشة حذفت فاءاتها لا لاماتها ، فإن أصل الرقة الورق واللدة الولد والحشة الوحش.
والقيد الثالث : أن يعوض من اللام المحذوفة في المفرد تاء التأنيث ، فخرج به ما لم يعوض أصلا كيد ودم وأب وأخ ، وما عوض بغير تاء التأنيث نحو اسم ، وشذ بنون وأبون وأخون في جمع ابن وأب وأخ ، فإن لاماتها قد حذفت ، ولكن لم يعوض في الأب والأخ شيء ، وعوض في الابن همزة الوصل في أوله ، وأصلها بنو وأبو وأخو.
وبقي قيد رابع لم يذكره المؤلف ، وهو ألا يكون المفرد قد جمع جمع تكسير ، فخرج به ما جمع مفرده جمع تكسير نحو شاة وشفة فإنهما جمعا على شياه وشفاه ، وشذ من ذلك ظبون في جمع ظبة ـ وهي حد السيف ـ فإنها جمعت جمع تكسير على ظبي مثل مدى ، وعلى أظب مثل أيد وأدل.