لا يزال كذلك (١).
والذي يجب إمعان النظر فيه هو هذه الجمل التالية في حديث الإمام الكاظم عليهالسلام وغيره.
أ : قوله في الحديث الاول : « وهو الآن كما كان ».
ب : قوله في رواية أبي جعفر عليهالسلام : « وكذلك هو اليوم فكذلك لا يزال أبداً ».
ج : قوله في كلام الرضا عليهالسلام : « ولا يزال كذلك ».
فهذه الأحاديث تعرب من أنّ توصيفه سبحانه بالجملة التالية : « كان الله ولم يكن معه شيء » لا يختص بالآزال قبل خلق العالم بل هذا الوصف مستمر له إلى الآن حتى بعد ما خلق العالم ، ومن المعلوم أنّه لو كان المراد من قوله : « كان الله ولم يكن معه شيء » إنّه كان وقت ، ولم يكن في ذلك الوقت شيء من الممكنات ، يجب ان يخصّص هذا الوصف بظرف خاص وهو قبل خلق العالم ، وأمّا بعده فلا يمكن أن يقال : إنّه مستمر إلى زماننا هذا لفرض تكوّن أشياء وتحقّقها مع تحقّق الله سبحانه.
وهذا يعرب : انّ المراد من أنّه سبحانه قد كان ولم يكن معه شيء مستمراً إلى زماننا هذا ، هو كونه سبحانه في درجة رفيعة من الوجود ورتبة متقدّمة على معلوله فهو في كلّ ظرف وزمان ، كائنٌ ، وليس معه في هذه الرتبة شيء من الممكنات من غير فرق بين مرحلة خلق العالم وقبله ، لأنّ العلّة لعلوّ مقامه وشموخ درجته على وجه لا يتجافى المعلول عن رتبته ، حتى يكون معه ، ولا شيء معه في هذا المقام مطلقاً سواء قبل خلق العالم أم بعده.
__________________
(١) التوحيد : باب ذكر مجلس الرضا (ع) ص ٤٣٠.