تسوية أصابعه التي هي النموذج البارز في دقة القدرة في خطوطها المتشابكة الدقيقة التي تتقدم في طبيعتها الإبداعية وصعوبتها الوجودية على ما يستبعده الكافرون من جمع العظام ... وهكذا كان يوم القيامة يمثّل حقيقة كونية إيمانية سوف يواجهها الإنسان عند تغير المشاهد الكونية التي تقلب الأوضاع رأسا على عقب ، مما تجعله يشعر بالحاجة إلى الفرار ، ولكن إلى أين؟ ليس هناك إلّا الله الذي يقف الإنسان أمامه غدا ليعرّفه ما قدّمه وأخّره.
ويأتي دور النفس اللوّامة في حركة الإنسان في الحياة لتقوم معه بعملية نقديّة لكل أعماله وأقواله وأوضاعه وعلاقاته ، ليتوازن في دنياه ، وليعرف نفسه ، وليكون على بصيرة من أمره ، فهو الذي يعرف نقاط ضعفه أكثر مما يعرفها الآخرون ، بعيدا عن الأعذار التي يحاول أن يغطّي بها ذلك.
وهكذا قامت هذه السورة بجولة متحركة في أكثر من موقع ، لكنها تمحورت حول الحديث عن يوم القيامة ، باعتبار أن هذا اليوم يمثل العنوان الكبير لكل مفردات الحياة الإنسانية التي يريد الله لها أن تكون متحركة في خط السلامة في الآخرة.
* * *