مسلم عن أبي عبد الله «جعفر الصادق» عليهالسلام قال : ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا ويسرّ سيّئا أليس إذا رجع إلى نفسه ، فيعلم أن ذلك ليس كذلك ، والله ـ سبحانه ـ يقول : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) إن السريرة إذا صلحت قويت العلانية» (١).
وهذا ما ينبغي لنا أن نستوحيه ، في مجال التربية الإنسانية الإسلامية ، وذلك من أجل بناء شخصية الإنسان على أساس أن يكون ظاهره موافقا لباطنه لتتّحد عنده عناصر الشخصية الداخلية والخارجية ، ويكون إيمانه بنفسه منطلقا من وضوح الرؤية لديه في دوافعه وخفاياه ومواقع حركته في أجواء الآخرين ، وعليه أن يصارح نفسه بسلبياته ، كما يصارحها بإيجابياته ، وأن تكون له شجاعة الاعتراف بالخطإ أمام الناس ، فلا يعمل على أن يعطيها صورة الصواب ليدفعه ذلك إلى تغييره عند ما يرى تأثيره على حياته وعلى نظرة الناس إليه ، بينما يكون الإصرار عليه ومحاولة الدفاع عنه موجبا للاستغراق فيه والثبات عليه ، مما يجعله مشوّة الشخصية يعيش الازدواجية بين ما يعيشه في الداخل ، وبين ما يتحرك فيه في الخارج.
* * *
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ١٠ ، ص : ٥٩٩.