حوافز المشيئة ودوافعها ، في الوقت الذي تتعلق المشيئة فيه بالأشياء من موقع الإرادة الحرّة ، وقد لا نحتاج إلى التأكيد بأن تأثّر المشيئة بالظروف المحيطة بالإنسان. لا يمنع انطلاق الإرادة بحرية ، لأن طبيعة الظروف لا تلغي الحرية كمبدإ.
وقد يكون الحديث عن تبعيّة المشيئة الإنسانية للمشيئة الإلهية للإيحاء الدائم بحاجة الإنسان لله وارتباطه به وانفعاله بإرادته ، لئلا يتصور بأنه يملك الاستقلال المطلق من خلال شعوره بحرية الحركة في أفعاله من خلال حرية الإرادة.
(إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) في ما يتضمنه العلم ، وتوحي به الحكمة من إحاطة الله بكل شيء من حياة الإنسان ، وتدبيره الدقيق من جهة ما يخططه له من شؤونه العامة والخاصة في حياته ، مما يجعل الإنسان واثقا بأنه يتصرف في وجوده من موقع الرعاية العليمة الحكيمة من الله.
(يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ) ممن يجد فيه الاستحقاق لذلك في نفسيته وروحيته وعمله من هؤلاء الذين عاشوا الإيمان في خط التقوى ، وأخلصوا الدين لله ، (وَالظَّالِمِينَ) الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والطغيان ، وظلموا غيرهم بالبغي والعدوان ، (أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) جزاء لهم على كفرهم وبغيهم ، بعد إقامة الحجة عليهم بكل البيّنات والبراهين التي قدّمها لهم من داخل عقولهم ومن خلال الوحي الإلهي الذي بلغهم الرسل إيّاه.
* * *